قصة ورسوم: شريف منصور
العم (زياد) مزارع عجوز طيب القلب يعيش فى مزرعته الجميلة مع حيواناته النشيطة المتعاونة.. ولقد أحبته جميع حيوانات المزرعة لأنه كان حنونا رفيقا يحسن معاملتهم ورعايتهم.. لذا فقد تفانت الحيوانات فى خدمته: الكلب يقوم بحراسة مزرعته بإخلاص وأمانة.. الحمار يحمل متاعه بصبر وقوة تحمل.. البقرة تمنحه اللبن راضية سعيدة.. والدجاج يمنحه البيض بلا تذمر ولا شكوى..
وفى أحد الأيام أتى إلى المزرعة زائر جديد.. ديك جميل الهيئة.. رائع المنظر.. زاهى الألوان.. ابتاعه العم (زياد) لجماله الملفت.. كما أنه كان بحاجة إلى ديك يؤذن عند الفجر فى مزرعته.. وفى اليوم الأول احتفى العم (زياد) بالزائر الجديد ومنحه الطعام الطيب كما خصص له مكانا متميزا فى مزرعته.. ويوما فيوما لاحظ العم (زياد) أن الديك الجديد كسول للغاية.. يتناول الكثير من الطعام ويستغرق فى النوم أغلب الأوقات.. ليس هذا فحسب بل أنه لم يؤذن فى الفجر أكثر من مرة لأنه كان يستغرق فى النوم.. إلا أن طيبة قلب العم (زياد) منعته من عقابه أو التخلص منه فقد قال فى نفسه: "لعل عدوى النشاط تنتقل إليه من حيوانات المزرعة.. ولعله لم يتكيف مع المكان الجديد بعد"..
تمادى الديك فى كسله وراح يراقب حيوانات المزرعة.. تعجب من المجهود الشاق الذى تبذله الحيوانات فدعاهم ذات يوم لاجتماع مهم.. تنحنح الديك ثم قال فى صوت مهيب مؤثر:
- يا حيوانات المزرعة الطيبون.. أنتم تبذلون الكثير من المجهود الشاق بلاطائل.. وتحرمون من أبسط حقوقكم.. ولا تنالون فى النهاية إلا الفتات
ردت إحدى الدجاجات:
- ولكن العم زياد يحسن معاملتنا ويمنحنا الطعام والحماية
رد الديك فى سخرية:
- أنتم تستحقون أكثر من هذا.. ولعل الله أرسلنى لكم حتى أرشدكم إلى الطريق الصحيح
ويبدو أن منظر الديك المهيب وبلاغته وصوته المؤثر قد ترك تأثيره فى نفوس الحيوانات فقد تسائل الكلب فى حماس:
- وما العمل أيها الديك الحكيم؟
- أنت مثلا أيها الكلب المسكين.. تسهر كثيرا لحماية المزرعة وتحرم نفسك من النوم والراحة.. وأنت أيها الحمار البائس تحمل أثقالا تفوق طاقتك ولا تنال إلا أقل الطعام.. وأنتن أيها الدجاجات.. محبوسات فى مكان ضيق حقير ولا تنعمون بالحرية.. وتمنحون العم (زياد) البيض الكثير فى مقابل القليل من الطعام..اليوم نعلن حالة العصيان.. يجب أن ننال حقوقنا المسلوبة.
ترك كلام الديك أثره فى نفوس الحيوانات وبدأ العم (زياد) يلاحظ مندهشا فى الأيام التالية اختلافا فى سلوك الحيوانات وكسلا ملحوظا بل وتمردا يتزايد باستمرار
وفى أحد الأيام لاحظ العم (زياد) ثغرة فى سور مزرعته بسبب تلف حدث فى إحدى جوانبه.. قرر مغادرة المزرعة على متن حماره الطيب للذهاب إلى المدينة والإتيان بالمعدات اللازمة لإصلح السور.. إلا أنه لدهشته البالغة فوجئ بالحمار يرفض التحرك من مكانه حتى يئس من محاولة فاضطر عم (زياد) لتأجيل هذه الخطوة المهمة..
وفى مساء نفس اليوم نام العم (زياد) بعد أن أتعبه التفكير فيما جرى لحيواناته.. وفى منتصف الليل تسلل ثعلب خبيث إلى المزرعة بكل سهولة من خلال الثغرة الموجودة بالسور.. وبعد أن لاحظ أن كلب المزرعة مستغرق فى نوم عميق بعد أن امتلأت معدته بالطعام فلم يلحظ دخوله.. وبعد أن دخل الثعلب إلى المزرعة تسائل إن كان سيتمكن من الدخول إلى جرن الدجاج المحصن.. إلا أنه فوجئ بأنالدجاجات منتشرة فى المزرعة وقد خرجت من الجرن لتستمتع بحريتها.. وكانت الكارثة.. فقد راح الثعلب الخبيث يفترس الدجاجات التى فشل صياحها المستمر فى إيقاظ الكلب الكسول الممتلىء المعدة..
وفجأة استيقظ الديك الكسول فصرخ فى فزع من هول المشهد.. ولفتت صرخته انتباه الثعلب ولفت نظره أكثر حجم الديك الكبير وألوانه الزاهية.. فاقترب منه وقد نوى على افتراسه
صاح الديك مذعورا: أتقذنى أيها الكلب الشجاع.. أنقذنى يا (عم زياد)
إلا أن صيحاته راحت هباء فقد امسكه الثعلب بأسنانه وغادر المزرعة بعد أن ترك فيها فوضى واضحة
فى الصباح هال العم (زياد) ما حدث فى المزرعة.. وشعر الكلب بالذنب لما جرى وكذلك الحمار.. وحزنت بقية الدجاجات لما حدث لرفيقاتها.. إلا أن الكل تعلم درسا قاسيا
وبغياب الديك الكسول عادت الحيوانات لسابق عهدها من النشاط والتفانى فى العمل وقد تعلمت أن لكل حيوان حقوق وواجبات، فإن أهمل فى واجباته استحق مصيرا كمصير الديك الكسول.
العم (زياد) مزارع عجوز طيب القلب يعيش فى مزرعته الجميلة مع حيواناته النشيطة المتعاونة.. ولقد أحبته جميع حيوانات المزرعة لأنه كان حنونا رفيقا يحسن معاملتهم ورعايتهم.. لذا فقد تفانت الحيوانات فى خدمته: الكلب يقوم بحراسة مزرعته بإخلاص وأمانة.. الحمار يحمل متاعه بصبر وقوة تحمل.. البقرة تمنحه اللبن راضية سعيدة.. والدجاج يمنحه البيض بلا تذمر ولا شكوى..
وفى أحد الأيام أتى إلى المزرعة زائر جديد.. ديك جميل الهيئة.. رائع المنظر.. زاهى الألوان.. ابتاعه العم (زياد) لجماله الملفت.. كما أنه كان بحاجة إلى ديك يؤذن عند الفجر فى مزرعته.. وفى اليوم الأول احتفى العم (زياد) بالزائر الجديد ومنحه الطعام الطيب كما خصص له مكانا متميزا فى مزرعته.. ويوما فيوما لاحظ العم (زياد) أن الديك الجديد كسول للغاية.. يتناول الكثير من الطعام ويستغرق فى النوم أغلب الأوقات.. ليس هذا فحسب بل أنه لم يؤذن فى الفجر أكثر من مرة لأنه كان يستغرق فى النوم.. إلا أن طيبة قلب العم (زياد) منعته من عقابه أو التخلص منه فقد قال فى نفسه: "لعل عدوى النشاط تنتقل إليه من حيوانات المزرعة.. ولعله لم يتكيف مع المكان الجديد بعد"..
تمادى الديك فى كسله وراح يراقب حيوانات المزرعة.. تعجب من المجهود الشاق الذى تبذله الحيوانات فدعاهم ذات يوم لاجتماع مهم.. تنحنح الديك ثم قال فى صوت مهيب مؤثر:
- يا حيوانات المزرعة الطيبون.. أنتم تبذلون الكثير من المجهود الشاق بلاطائل.. وتحرمون من أبسط حقوقكم.. ولا تنالون فى النهاية إلا الفتات
ردت إحدى الدجاجات:
- ولكن العم زياد يحسن معاملتنا ويمنحنا الطعام والحماية
رد الديك فى سخرية:
- أنتم تستحقون أكثر من هذا.. ولعل الله أرسلنى لكم حتى أرشدكم إلى الطريق الصحيح
ويبدو أن منظر الديك المهيب وبلاغته وصوته المؤثر قد ترك تأثيره فى نفوس الحيوانات فقد تسائل الكلب فى حماس:
- وما العمل أيها الديك الحكيم؟
- أنت مثلا أيها الكلب المسكين.. تسهر كثيرا لحماية المزرعة وتحرم نفسك من النوم والراحة.. وأنت أيها الحمار البائس تحمل أثقالا تفوق طاقتك ولا تنال إلا أقل الطعام.. وأنتن أيها الدجاجات.. محبوسات فى مكان ضيق حقير ولا تنعمون بالحرية.. وتمنحون العم (زياد) البيض الكثير فى مقابل القليل من الطعام..اليوم نعلن حالة العصيان.. يجب أن ننال حقوقنا المسلوبة.
ترك كلام الديك أثره فى نفوس الحيوانات وبدأ العم (زياد) يلاحظ مندهشا فى الأيام التالية اختلافا فى سلوك الحيوانات وكسلا ملحوظا بل وتمردا يتزايد باستمرار
وفى أحد الأيام لاحظ العم (زياد) ثغرة فى سور مزرعته بسبب تلف حدث فى إحدى جوانبه.. قرر مغادرة المزرعة على متن حماره الطيب للذهاب إلى المدينة والإتيان بالمعدات اللازمة لإصلح السور.. إلا أنه لدهشته البالغة فوجئ بالحمار يرفض التحرك من مكانه حتى يئس من محاولة فاضطر عم (زياد) لتأجيل هذه الخطوة المهمة..
وفى مساء نفس اليوم نام العم (زياد) بعد أن أتعبه التفكير فيما جرى لحيواناته.. وفى منتصف الليل تسلل ثعلب خبيث إلى المزرعة بكل سهولة من خلال الثغرة الموجودة بالسور.. وبعد أن لاحظ أن كلب المزرعة مستغرق فى نوم عميق بعد أن امتلأت معدته بالطعام فلم يلحظ دخوله.. وبعد أن دخل الثعلب إلى المزرعة تسائل إن كان سيتمكن من الدخول إلى جرن الدجاج المحصن.. إلا أنه فوجئ بأنالدجاجات منتشرة فى المزرعة وقد خرجت من الجرن لتستمتع بحريتها.. وكانت الكارثة.. فقد راح الثعلب الخبيث يفترس الدجاجات التى فشل صياحها المستمر فى إيقاظ الكلب الكسول الممتلىء المعدة..
وفجأة استيقظ الديك الكسول فصرخ فى فزع من هول المشهد.. ولفتت صرخته انتباه الثعلب ولفت نظره أكثر حجم الديك الكبير وألوانه الزاهية.. فاقترب منه وقد نوى على افتراسه
صاح الديك مذعورا: أتقذنى أيها الكلب الشجاع.. أنقذنى يا (عم زياد)
إلا أن صيحاته راحت هباء فقد امسكه الثعلب بأسنانه وغادر المزرعة بعد أن ترك فيها فوضى واضحة
فى الصباح هال العم (زياد) ما حدث فى المزرعة.. وشعر الكلب بالذنب لما جرى وكذلك الحمار.. وحزنت بقية الدجاجات لما حدث لرفيقاتها.. إلا أن الكل تعلم درسا قاسيا
وبغياب الديك الكسول عادت الحيوانات لسابق عهدها من النشاط والتفانى فى العمل وقد تعلمت أن لكل حيوان حقوق وواجبات، فإن أهمل فى واجباته استحق مصيرا كمصير الديك الكسول.