الثلاثاء، 1 يوليو 2014

الديك الكسول

قصة ورسوم: شريف منصور
 


العم (زياد) مزارع عجوز طيب القلب يعيش فى مزرعته الجميلة مع حيواناته النشيطة المتعاونة.. ولقد أحبته جميع حيوانات المزرعة لأنه كان حنونا رفيقا يحسن معاملتهم ورعايتهم.. لذا فقد تفانت الحيوانات فى خدمته: الكلب يقوم بحراسة مزرعته بإخلاص وأمانة.. الحمار يحمل متاعه بصبر وقوة تحمل.. البقرة تمنحه اللبن راضية سعيدة.. والدجاج يمنحه البيض بلا تذمر ولا شكوى..
وفى أحد الأيام أتى إلى المزرعة زائر جديد.. ديك جميل الهيئة.. رائع المنظر.. زاهى الألوان.. ابتاعه العم (زياد) لجماله الملفت.. كما أنه كان بحاجة إلى ديك يؤذن عند الفجر فى مزرعته.. وفى اليوم الأول احتفى العم (زياد) بالزائر الجديد ومنحه الطعام الطيب كما خصص له مكانا متميزا فى مزرعته.. ويوما فيوما لاحظ العم (زياد) أن الديك الجديد كسول للغاية.. يتناول الكثير من الطعام ويستغرق فى النوم أغلب الأوقات.. ليس هذا فحسب بل أنه لم يؤذن فى الفجر أكثر من مرة لأنه كان يستغرق فى النوم.. إلا أن طيبة قلب العم (زياد) منعته من عقابه أو التخلص منه فقد قال فى نفسه: "لعل عدوى النشاط تنتقل إليه من حيوانات المزرعة.. ولعله لم يتكيف مع المكان الجديد بعد"..
تمادى الديك فى كسله وراح يراقب حيوانات المزرعة.. تعجب من المجهود الشاق الذى تبذله الحيوانات فدعاهم ذات يوم لاجتماع مهم.. تنحنح الديك ثم قال فى صوت مهيب مؤثر:
- يا حيوانات المزرعة الطيبون.. أنتم تبذلون الكثير من المجهود الشاق بلاطائل.. وتحرمون من أبسط حقوقكم.. ولا تنالون فى النهاية إلا الفتات
ردت إحدى الدجاجات:
- ولكن العم زياد يحسن معاملتنا ويمنحنا الطعام والحماية
رد الديك فى سخرية:
- أنتم تستحقون أكثر من هذا.. ولعل الله أرسلنى لكم حتى أرشدكم إلى الطريق الصحيح
ويبدو أن منظر الديك المهيب وبلاغته وصوته المؤثر قد ترك تأثيره فى نفوس الحيوانات فقد تسائل الكلب فى حماس:
- وما العمل أيها الديك الحكيم؟
- أنت مثلا أيها الكلب المسكين.. تسهر كثيرا لحماية المزرعة وتحرم نفسك من النوم والراحة.. وأنت أيها الحمار البائس تحمل أثقالا تفوق طاقتك ولا تنال إلا أقل الطعام.. وأنتن أيها الدجاجات.. محبوسات فى مكان ضيق حقير ولا تنعمون بالحرية.. وتمنحون العم (زياد) البيض الكثير فى مقابل القليل من الطعام..اليوم نعلن حالة العصيان.. يجب أن ننال حقوقنا المسلوبة.
ترك كلام الديك أثره فى نفوس الحيوانات وبدأ العم (زياد) يلاحظ مندهشا فى الأيام التالية اختلافا فى سلوك الحيوانات وكسلا ملحوظا بل وتمردا يتزايد باستمرار
وفى أحد الأيام لاحظ العم (زياد) ثغرة فى سور مزرعته بسبب تلف حدث فى إحدى جوانبه.. قرر مغادرة المزرعة على متن حماره الطيب للذهاب إلى المدينة والإتيان بالمعدات اللازمة لإصلح السور.. إلا أنه لدهشته البالغة فوجئ بالحمار يرفض التحرك من مكانه حتى يئس من محاولة فاضطر عم (زياد) لتأجيل هذه الخطوة المهمة..
وفى مساء نفس اليوم نام العم (زياد) بعد أن أتعبه التفكير فيما جرى لحيواناته.. وفى منتصف الليل تسلل ثعلب خبيث إلى المزرعة بكل سهولة من خلال الثغرة الموجودة بالسور.. وبعد أن لاحظ أن كلب المزرعة مستغرق فى نوم عميق بعد أن امتلأت معدته بالطعام فلم يلحظ دخوله.. وبعد أن دخل الثعلب إلى المزرعة تسائل إن كان سيتمكن من الدخول إلى جرن الدجاج المحصن.. إلا أنه فوجئ بأنالدجاجات منتشرة فى المزرعة وقد خرجت من الجرن لتستمتع بحريتها.. وكانت الكارثة.. فقد راح الثعلب الخبيث يفترس الدجاجات التى فشل صياحها المستمر فى إيقاظ الكلب الكسول الممتلىء المعدة..
وفجأة استيقظ الديك الكسول فصرخ فى فزع من هول المشهد.. ولفتت صرخته انتباه الثعلب ولفت نظره أكثر حجم الديك الكبير وألوانه الزاهية.. فاقترب منه وقد نوى على افتراسه
صاح الديك مذعورا: أتقذنى أيها الكلب الشجاع.. أنقذنى يا (عم زياد)
إلا أن صيحاته راحت هباء فقد امسكه الثعلب بأسنانه وغادر المزرعة بعد أن ترك فيها فوضى واضحة
فى الصباح هال العم (زياد) ما حدث فى المزرعة.. وشعر الكلب بالذنب لما جرى وكذلك الحمار.. وحزنت بقية الدجاجات لما حدث لرفيقاتها.. إلا أن الكل تعلم درسا قاسيا
وبغياب الديك الكسول عادت الحيوانات لسابق عهدها من النشاط والتفانى فى العمل وقد تعلمت أن لكل حيوان حقوق وواجبات، فإن أهمل فى واجباته استحق مصيرا كمصير الديك الكسول.

عهد التمساح العجوز

قصة ورسوم: شريف منصور
 


أصاب الوهن والعجز تمساح كبير عرف فيما مضى بقوته وبطشه.. فصار كبير السن ضعيفا لا يقوى على السباحة فى النهر ولا على مطاردة الفرائس.. وفى أحد الأيام كان يجلس على ضفاف البحيرة يتأمل فى حسرة التماسيح الشابة وهى تعوم فى البحيرة بنشاط وسرعة فتذكر أيام مجده وعنفوانه.. كما راح يراقب الغزلان التى تتقافز فى نشاط والحمر الوحشية وهى تجرى فى قطعانها فأصدرت معدته صوتا مضطربا فقد كان الجوع يمزقه.. الآن هو لا يقوى على الصيد فعضلاته واهنة وسرعته بطيئة.. ولما تملك اليأس من التمساح راح يبكى بكاءا عاليا سمعته جميع الحيوانات فلم تشعر تجاهه بالشفقة ولا بالتعاطف.. وبينما كان القرد (ميمو) طبيب الغابة يمر بالجوار سمع نحيب التمساح فاقترب منه فى حذر وسأله:
- لماذا تصنع هذه الضجة أيها التمساح العجوز؟
رد التمساح:
- أنجدنى يا طبيب الغابة..أنا بحاجة لعلاج يعيد إلى نشاطى وحيويتى
رد القرد (ميمو) ساخرا وهو يهم بالانصراف:
- علاجك ليس عندى.. أنا أعالج فقط الحيوانات الوديعة المسالمة.. أما أنت فمداواتك تعنى عودتك لشراستك وبطشك وافتراسك للحيوانات المسكينة
قال التمساح بلهفة:
- فلتعالجنى أيها القرد الطبيب.. وأتعهد إليك بألا أفترس أى حيوان بعد شفائى
رد القرد:
- كيف أصدق عهدك وأنت حيوان مفترس بطبعك؟
- لقد ضعفت أسنانى ولم أعد أقوى على التهام الفرائس.. أقسم لك إذا أعدت لى نشاطى فلن أتغذى إلا على أسماك البحيرة فقط
واصل التمساح بكاءه واستعطافه للقرد حتى رق له قلب القرد عندما رأى ضعفه وذله.. اقترب منه وراح يفحصه.. وبعد الكشف قال فى ثقة:
- علاجك لدى.. أعرف شجرة نادرة جدا تطرح ثمارا عجيبة تعيد للعجوز شبابه وللضعيف قوته.. لكننى الوحيد الذى يعرف مكانها.. لكن يجب أن تعرف أن كل ثمرة من ثمار الشجرة تمنحك قوة ونشاط لمدة يومين فقط ثم ينتهى مفعولها فتعود لضعفك.. لذا فأنت تحتاج لتناول ثمرة كل يومين مدى الحياة
قال التمسح فى أمل:
- ائتنى بالثمرة وأعدك أن أعيش فى سلام مع باقى الحيوانات الطيبة.. لقد تبت وأريد أن أبدأ صفحة جديدة
صدق القرد كلام التمساح وغاب لفترة ثم عاد وأعطى للتمساح ثمرة عجيبة فضية اللون وهو يقول:
- إليك الثمرة.. تذكر: لاتحاول خداعى فسأظل أراقبك وأضعك تحت الاختبار.. لا تقترب من حيوانات اليابسة الطيبين.. وسأحضر لك ثمرة كل يومين
بعد ساعة من تناول التمساح للثمرة شعر بنشاط مفاجئ وقوة كاد ينساها.. فقفز فى البحيرة وراح يعوم فى نشاط فقال وهو يلوح بيده للقرد:
- شكرا أيها القرد الطيب..سأعيش من الآن على تناول الأسماك ولن أوذى حيوانا طيبا بعد الآن.
مرت أسابيع والتمساح لا يأكل سوى الأسماك.. وكان القرد الطيب يمده كل يومين بالثمرة التى تجدد نشاطه.. إلا أن التمساح مل من أكل الأسماك وتاقت نفسه إلى تناول لحم الغزلان والحمر الوحشية.. لكنه كان يعلم أنه إن خان العهد فسيتوقف القرد عن إمداده بالثمرة السحرية.. خطرت له فكرة فقال للقرد فى أحد الأيام:
- عزيزى القرد.. لعلك الآن تأكدت من صدق نيتى فى التوبة بعد أن راقبتنى لفترة طويلة.. أعلم أنك تقطع مسافة بعيدة وترهق نفسك من أجل الذهاب إلى تلك الشجرة.. ما رأيك لو دللتنى على مكانها فأوفر عليك عناء الرحلة وأذهب لإحضار الثمرة بنفسى
رفض القرد فى بادئ الأمر ولكنه راح يفكر طويلا.. التمساح بالفعل وفى بوعده وأثبت صدق نيته.. لم لا يدله على مكان الشجرة ليوفر عليه مشقة الذهاب كل مرة لإحضار الثمرة؟.. وافق القرد فى النهاية وطلب من التمساح أن يتبعه.. قطعا مسافات بعيدة.. واجتازا مرتفعات وسهول حتى بلغا مكان الشجرة.. وعندما رأى التمساح الشجرة بثمارها الفضية اللامعة سارع بالتهام القرد الطبيب ثم راح يضحك ساخرا وهو يقول:
- يالك من قرد أحمق ساذج.. الآن لم أعد بحاجة إليك.. كل الثمار ملكى الآن..
اقترب من الشجرة وراح يهزها بذيله الضخم فلم تسقط ثمرة واحدة.. أدرك فجأة أنه فى مأزق خطير.. فهو لا يجيد التسلق ولا يمكنه الصعود إلى الشجرة.. حاول مئات المرات واستخدم كل الحيل ففشل فى إسقاط ثمرة واحدة.. بدأ الوهن يتسلل إلى جسده وبدأ مفعول الثمرة يزول فصرخ صرخة عالية وراح فى يأس يستنجد بكل الحيوانات إلا أن الحيوانات التى رأت غدره وشره رفضت مساعدته وتركته يواجه مصيره المظلم.. عندها أدرك أنه أضاع من بين يديه آخر فرصة له للبقاء.

بقرة عم (أمين)

قصة ورسوم: شريف منصور
 


عاش مزارع طيب عجوز اسمه (أمين) فى مزرعة صغيرة جميلة يزرع فيها المحاصيل ثم يبيع ما تجود به الأرض من خير، كان ميسور الحال ولا يكف عن شكر الله على نعمته.. وحدث أن مرت أرضه بفترة جدب وجفاف طويلة ولم تعد تطرح المحاصيل كسابق عهدها.. بدأ الحال يتغير بعم (أمين) وضاق به الحال.. إلا أنه كعادته لم يكن يكف عن حمد الله قائلا: "الله هو الرزاق.. وله الحمد فى السراء والضراء".. بدأ عم (أمين) يستدين من معارفه على أمل أن يتحسن الحال وتعود الأرض لسابق عهدها فيرد ما اقترضه من مال.. لكن الحال لم يتغير وضاق الحال أكثر وأكثر حتى أن الأرض توقفت تماما عن طرح المحاصيل.. ولما أدرك الدائنون أنه لا أمل قريب فى تغير الحال طالبوا عم (أمين) بأموالهم.. ولأنه كان أمينا صادقا فقد اضطر لبيع الكثير من ممتلكاته الثمينة لسداد دينه.. باع حصانه الأبيض الجميل، وباع أثاث منزله، وباع ملابسه فلم يتبق له سوى بيته الريفى الجميل الخالى وأرضه الجدباء.. وفى النهاية سدد ما عليه من دين وراح يدعو الله أن يرفع عن البلاء.. ومرت عليه فترة طويلة من ضيق العيش والفقر والجوع والحاجة..
وذات يوم بينما كان يصلى لله فى جوف الليل سمع صوت خوار صادر من خارج المنزل.. خرج ليتفقد مصدر الصوت ففوجئ ببقرة سمينة بنية اللون بها بقعتان سوداوتان واحدة كبيرة على ظهرها والأخرى صغيرة على رقبتها.. شعر عم (أمين) بالدهشة لوجود هذه البقرة فى مزرعته وقدر أنها ملكا لأحد التجار أو المزارعين وضلت طريقها إلى مزرعته.. ربت على البقرة فى حنان ثم اقتادها إلى الاسطبل الذى كان يقيم فيه حصانه الذى باعه ثم قال لها فى حزن:
- آسف يا عزيزتى.. لا أملك لك طعاما ولكننى من الغد إن شاء الله سأسعى للبحث عن صاحبك لأعيدك إليه.. فأنت أمانة يجب أن تعود إلى صاحبها
فى ذلك اليوم وسوس الشيطان لعم (أمين) وزين له أن يأخذ البقرة لنفسه ويبيعها ليستفيد من ثمنها حيث أنها بلا صاحب وما أحوجه إلى المال فى تلك الضائقة.. إلا أن عم (أمين) استعاذ بالله وراح يدعوه أن يفرج كربه..
فى اليوم التالى راح عم (أمين) يسأل كل التجار والبائعين والمزارعين فى البلدة وفى المناطق المحيطة القريبة عما إذا كان أحدهم قد فقد بقرة.. أجاب أغلبهم بلا.. وطمع البعض فى البقرة فكان الواحد منهم يقول كاذبا: "نعم فقدت بقرة من بقراتى".. ولكن عم (أمين) كان يسأل كل شخص أولا عن مواصفات البقرة الضالة حتى يعطيها  له.. فكان الكاذب والمحتال يفشل فى معرفة مواصفات البقرة ولونها وموضع البقعتين اللتين على جلدها ولونهما.. فى نهاية المطاف لم يعثر (أمين) على صاحب للبقرة فى البلدة بأسرها فعاد لمزرعته وقال للبقرة حزينا:
- لا ادرى كيف أعتنى بك وأطعمك وأنا على هذا الحال؟ سأنتظر حتى يظهر صاحبك كما سأدعو الله أن يرزقنى وإياك
فى الأيام التالية لاحظ (أمين) العجب العجاب.. فإلى جانب أن البقرة كانت لا تأكل - ومع ذلك كانت فى غاية الصحة والنشاط - فقد لاحظ حدوث معجزة لم يكن يتصور حدوثها.. أرضه أنبتت الكثير من المحاصيل بين ليلة وضحاها.. لم يصدق عينيه وسجد لله شكرا ثم قال للبقرة مبتهجا:
- لعل الله قد رزقنى بك أيها البقرة الطيبة المباركة
جمع عم (أمين) المحاصيل وباعها وحصل على الكثير من الأموال فأطعم البقرة وأطعم نفسه وبدأت أحواله تتحسن.. والعجيب أنه بات يرى نفس المعجزة تحدث كل يوم.. بعد أن يجمع كل المحاصيل ويبيعها ينام ويستيقظ فيجد محاصيلا جديدة مكتملة النمو نابتة فى أرضه.. ومرت الأيام على هذا الحال حتى خرج عم (أمين) من ضائقته ووسع رزقه حتى أصبح فى حال أكثر سعة من ذى قبل.. ولما لاحظ التجار والمزارعون ما حل به أصابتهم الدهشة والغيرة والحقد.. وربط أحد التجار الخبثاء واسمه (كرمان) بين البقرة التى أخبرهم (أمين) بعثوره عليها وبين الرزق الوفير والبركة التى حلت عليه.. فقرر الحصول على هذه البقرة بأى ثمن.. تسلل فى الليل إلى داخل مزرعة عم (أمين) واختلس النظر من نافذة الاسطبل المفتوحة فرأى البقرة وعرف مواصفاتها ولونها.. وفى اليوم التالى أتى لعم (أمين) وهو يدعى أنه اكتشف بقرة ناقصة من بقراته كان قد نسيها.. ولما طالبه عم (أمين) بذكر مواصفاتها أخبره (كرمان) بلونها ولون ومكان البقعتين اللتين على بطنها ورقبتها.. وبرغم حزن عم (أمين) على أنه سيفارق البقرة الطيبة المباركة إلا أنه منحها لكرمان راضيا وقال له: "هذه أمانتك التى استودعنى إياها الله.. خذها وحافظ عليها"..
 عندما عاد التاجر الثرى بالبقرة تبدلت أحواله.. لم يكد يمر أسبوع حتى ماتت كل حيواناته.. وجفت أرضه.. وضاعت أمواله حتى شعر بالخوف والجزع فسارع بإعادة البقرة إلى عم (أمين) واعترف له بكذبه وبالخدعة التى فعلها فربت (أمين) على البقرة وقال:
- الآن عرفت أن هذه البقرة المباركة كانت جزاء خير من الله على صبرى وعلى أمانتى.. وهى أيضا جزاء شر لك على كذبك وطمعك.. ومن اليوم لن أفارقها أبدا وسأسميها (أمانة)
منح (أمين) للتاجر ما يحتاجه من مال ليبدأ من جيد وأخبره بأن الله سيغفر له ويزيح عنه البلاء طالما اعترف بذنبه وتاب عنه.. وعاش عم  (أمين) فى رغد وهناء مع البقرة الطيبة وصار من أغنى أغنياء بلدته.. ولم يكف يوما عن حمد الله وشكره على نعمته وعن العطف على الفقراء والمساكين ومساعدتهم.