قصة ورسوم: شريف منصور
أصاب غراب جوع شديد فراح يبحث عما يسد به جوعه، ومر بالصدفة بحديقة أحد المنازل الريفية فهبط إلى أرض الحديقة وراح ينقر فى الأرض بحثا عن أى شىء يأكله.. عثر على بقايا رغيف خبز قديم فأصابه الإحباط ولكنه قال: "لا بأس.. على كل حال هو أرحم من الجوع".. فى نفس الوقت مر بالحديقة سنجاب صغير بنى اللون أصابه ما أصاب الغراب من جوع.. وعثر على حبة جوز صغيرة بأرض الحديقة فقال فى تأفف: "حبة جوز واحدة.. كيف ستشبع جوعى؟".. تأهب كل من الغراب والسنجاب لأكل ما عثرا عليه من طعام متواضع إلا أنهما فوجآ بما لم يكن فى الحسبان، فقد خرج من المنزل الريفى طفل صغير مسرعا ووضع على المنضدة الموجودة بالحديقة شىء ما ثم عاد مسرعا إلى المنزل.. شم الغراب والسنجاب رائحة طعام طيبة للغاية أسالت لعابهما.. طار الغراب مسرعا وحط على المنضدة فى نفس الوقت الذى قفز فيه السنجاب على المنضدة.. فوجئ الاثنان بفطيرة تفاح كبيرة ساخنة على سطحها قطع من المكسرات اللذيذة وحبة كرز عملاقة.. ألقى الغراب بقطعة الخبز وألقى السنجاب بحبة الجوز واقتربا من الفطيرة وقد سال لعابهما..
قال الغراب للسنجاب فى عدوانية واضحة وهو متأهب للهجوم:
- هذه الفطيرة لى.. أنا الذى سبقتك بالهبوط على المنضدة وأنا أول من عثر عليها
رد السنجاب فى غضب:
- بل أنا الأحق بها لأننى أقيم بقرب المنزل وآتى إلى هنا كل يوم.. أما أنت فغريب عن الحديقة
- بإمكانك البحث عن الطعام فى مكان آخر.. وأشجار الجوز محيطة بالمكان ويمكنك البحث عن رزقك بعيدا
- أنت طائر.. تستطيع التحليق عاليا واستخدام بصرك القوى فى العثور على طعام
دار بينهما جدال طويل واشتدت بهما حدة الحوار حتى قال الغراب:
- حسنا.. لا مفر من اقتسام الفطيرة.. ولكن سأعطيك الربع فقط وآخذ أنا ثلاثة أرباع لأنك أصغر منى حجما
- بل سآخذ أنا الثلثين وأعطيك الثلث.. فالسناجب لا تشبع بسهولة مثل الغربان
- تذكر أننى أنا الذى عثرت على الفطيرة أولا.. لذا فلى حق فى أكل الجزء الأكبر من الفطيرة
- لا.. بل عثرنا عليها فى الوقت نفسه.. كما أننى أحق بها لأننى أقيم فى المكان
- حسنا.. حلا لهذا الإشكال.. أقترح أن يأخذ كل منا نصف الفطيرة
- موافق.. سآخذ النصف الذى به حبة الكرز الكبيرة
- بل أنا سآخذ النصف الذى به حبة الكرز
اشتد الجدل بالغراب والسنجاب فاقترح الغراب القيام بقرعة لتحديد من سيظفر بالنصف الذى عليه حبة الكرز
أتى الغراب بقطعة حجر صغيرة وقال للسنجاب:
- حسنا.. سنلقى بقطعة الحجر أرضا.. لو سقطت على وجهها سيكون النصف الذى به حبة الكرز لى.. وإن سقطت على ظهرها سيكون لك..
وافق السنجاب فألقى الغراب بقطعة الحجر فسقطت على وجهها.. هلل الغراب وقال:
- هيا لنقتسم الفطيرة
- أنت غشاش لقد تعمدت إسقاطها بطريقة معينة حتى تحصل أنت على النصف الذى به حبة الكرز.. فلنعيد القرعة
راحا يتجادلان ويصرخان ومر بهما وقت طويل على هذا الحال.. وفجأة خرج الطفل الذى أتى بالفطيرة من باب المنزل وأسرع تجاه المنضدة.. طار الغراب وقفز السنجاب.. بينما تناول الطفل الفطيرة وعاد بها إلى داخل المنزل صائحا:
- لقد بردت الفطيرة يا أماه.. يمككنا الآن تناولها
خيم الوجوم والصمت على الغراب والسنجاب وأدركا أنهما ضيعا الكثير من الوقت فيما لا يفيد ولم يغتنما الوقت، وإنما قضياه فى مشاحنات وأوهام لا طائل من ورائها.. وأدركا أن الجشع ضيع عليهما وجبة لذيذة كانت ستسد جوعهما معا.. سارع الغراب بالعودة إلى حيث ألقى بقطعة الخبز.. وسارع السنجاب باحثا عن حبة الجوز.. إلا أنهما لم يعثرا عليهما.. لقد فات الأوان فقد عثر عليهما فأر صغير ابتهج لمرآى حبة الجوز وقطعة الخبز فالتهمهما وانصرف بينما كان الغراب والسنجاب يتصايحان.. تعلم الغرب والسنجاب درسا كبيرا من هذا الموقف وشعرا بالندم الشديد.
أصاب غراب جوع شديد فراح يبحث عما يسد به جوعه، ومر بالصدفة بحديقة أحد المنازل الريفية فهبط إلى أرض الحديقة وراح ينقر فى الأرض بحثا عن أى شىء يأكله.. عثر على بقايا رغيف خبز قديم فأصابه الإحباط ولكنه قال: "لا بأس.. على كل حال هو أرحم من الجوع".. فى نفس الوقت مر بالحديقة سنجاب صغير بنى اللون أصابه ما أصاب الغراب من جوع.. وعثر على حبة جوز صغيرة بأرض الحديقة فقال فى تأفف: "حبة جوز واحدة.. كيف ستشبع جوعى؟".. تأهب كل من الغراب والسنجاب لأكل ما عثرا عليه من طعام متواضع إلا أنهما فوجآ بما لم يكن فى الحسبان، فقد خرج من المنزل الريفى طفل صغير مسرعا ووضع على المنضدة الموجودة بالحديقة شىء ما ثم عاد مسرعا إلى المنزل.. شم الغراب والسنجاب رائحة طعام طيبة للغاية أسالت لعابهما.. طار الغراب مسرعا وحط على المنضدة فى نفس الوقت الذى قفز فيه السنجاب على المنضدة.. فوجئ الاثنان بفطيرة تفاح كبيرة ساخنة على سطحها قطع من المكسرات اللذيذة وحبة كرز عملاقة.. ألقى الغراب بقطعة الخبز وألقى السنجاب بحبة الجوز واقتربا من الفطيرة وقد سال لعابهما..
قال الغراب للسنجاب فى عدوانية واضحة وهو متأهب للهجوم:
- هذه الفطيرة لى.. أنا الذى سبقتك بالهبوط على المنضدة وأنا أول من عثر عليها
رد السنجاب فى غضب:
- بل أنا الأحق بها لأننى أقيم بقرب المنزل وآتى إلى هنا كل يوم.. أما أنت فغريب عن الحديقة
- بإمكانك البحث عن الطعام فى مكان آخر.. وأشجار الجوز محيطة بالمكان ويمكنك البحث عن رزقك بعيدا
- أنت طائر.. تستطيع التحليق عاليا واستخدام بصرك القوى فى العثور على طعام
دار بينهما جدال طويل واشتدت بهما حدة الحوار حتى قال الغراب:
- حسنا.. لا مفر من اقتسام الفطيرة.. ولكن سأعطيك الربع فقط وآخذ أنا ثلاثة أرباع لأنك أصغر منى حجما
- بل سآخذ أنا الثلثين وأعطيك الثلث.. فالسناجب لا تشبع بسهولة مثل الغربان
- تذكر أننى أنا الذى عثرت على الفطيرة أولا.. لذا فلى حق فى أكل الجزء الأكبر من الفطيرة
- لا.. بل عثرنا عليها فى الوقت نفسه.. كما أننى أحق بها لأننى أقيم فى المكان
- حسنا.. حلا لهذا الإشكال.. أقترح أن يأخذ كل منا نصف الفطيرة
- موافق.. سآخذ النصف الذى به حبة الكرز الكبيرة
- بل أنا سآخذ النصف الذى به حبة الكرز
اشتد الجدل بالغراب والسنجاب فاقترح الغراب القيام بقرعة لتحديد من سيظفر بالنصف الذى عليه حبة الكرز
أتى الغراب بقطعة حجر صغيرة وقال للسنجاب:
- حسنا.. سنلقى بقطعة الحجر أرضا.. لو سقطت على وجهها سيكون النصف الذى به حبة الكرز لى.. وإن سقطت على ظهرها سيكون لك..
وافق السنجاب فألقى الغراب بقطعة الحجر فسقطت على وجهها.. هلل الغراب وقال:
- هيا لنقتسم الفطيرة
- أنت غشاش لقد تعمدت إسقاطها بطريقة معينة حتى تحصل أنت على النصف الذى به حبة الكرز.. فلنعيد القرعة
راحا يتجادلان ويصرخان ومر بهما وقت طويل على هذا الحال.. وفجأة خرج الطفل الذى أتى بالفطيرة من باب المنزل وأسرع تجاه المنضدة.. طار الغراب وقفز السنجاب.. بينما تناول الطفل الفطيرة وعاد بها إلى داخل المنزل صائحا:
- لقد بردت الفطيرة يا أماه.. يمككنا الآن تناولها
خيم الوجوم والصمت على الغراب والسنجاب وأدركا أنهما ضيعا الكثير من الوقت فيما لا يفيد ولم يغتنما الوقت، وإنما قضياه فى مشاحنات وأوهام لا طائل من ورائها.. وأدركا أن الجشع ضيع عليهما وجبة لذيذة كانت ستسد جوعهما معا.. سارع الغراب بالعودة إلى حيث ألقى بقطعة الخبز.. وسارع السنجاب باحثا عن حبة الجوز.. إلا أنهما لم يعثرا عليهما.. لقد فات الأوان فقد عثر عليهما فأر صغير ابتهج لمرآى حبة الجوز وقطعة الخبز فالتهمهما وانصرف بينما كان الغراب والسنجاب يتصايحان.. تعلم الغرب والسنجاب درسا كبيرا من هذا الموقف وشعرا بالندم الشديد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق