قصة ورسوم: شريف منصور
أصاب الوهن والعجز تمساح كبير عرف فيما مضى بقوته وبطشه.. فصار كبير السن ضعيفا لا يقوى على السباحة فى النهر ولا على مطاردة الفرائس.. وفى أحد الأيام كان يجلس على ضفاف البحيرة يتأمل فى حسرة التماسيح الشابة وهى تعوم فى البحيرة بنشاط وسرعة فتذكر أيام مجده وعنفوانه.. كما راح يراقب الغزلان التى تتقافز فى نشاط والحمر الوحشية وهى تجرى فى قطعانها فأصدرت معدته صوتا مضطربا فقد كان الجوع يمزقه.. الآن هو لا يقوى على الصيد فعضلاته واهنة وسرعته بطيئة.. ولما تملك اليأس من التمساح راح يبكى بكاءا عاليا سمعته جميع الحيوانات فلم تشعر تجاهه بالشفقة ولا بالتعاطف.. وبينما كان القرد (ميمو) طبيب الغابة يمر بالجوار سمع نحيب التمساح فاقترب منه فى حذر وسأله:
- لماذا تصنع هذه الضجة أيها التمساح العجوز؟
رد التمساح:
- أنجدنى يا طبيب الغابة..أنا بحاجة لعلاج يعيد إلى نشاطى وحيويتى
رد القرد (ميمو) ساخرا وهو يهم بالانصراف:
- علاجك ليس عندى.. أنا أعالج فقط الحيوانات الوديعة المسالمة.. أما أنت فمداواتك تعنى عودتك لشراستك وبطشك وافتراسك للحيوانات المسكينة
قال التمساح بلهفة:
- فلتعالجنى أيها القرد الطبيب.. وأتعهد إليك بألا أفترس أى حيوان بعد شفائى
رد القرد:
- كيف أصدق عهدك وأنت حيوان مفترس بطبعك؟
- لقد ضعفت أسنانى ولم أعد أقوى على التهام الفرائس.. أقسم لك إذا أعدت لى نشاطى فلن أتغذى إلا على أسماك البحيرة فقط
واصل التمساح بكاءه واستعطافه للقرد حتى رق له قلب القرد عندما رأى ضعفه وذله.. اقترب منه وراح يفحصه.. وبعد الكشف قال فى ثقة:
- علاجك لدى.. أعرف شجرة نادرة جدا تطرح ثمارا عجيبة تعيد للعجوز شبابه وللضعيف قوته.. لكننى الوحيد الذى يعرف مكانها.. لكن يجب أن تعرف أن كل ثمرة من ثمار الشجرة تمنحك قوة ونشاط لمدة يومين فقط ثم ينتهى مفعولها فتعود لضعفك.. لذا فأنت تحتاج لتناول ثمرة كل يومين مدى الحياة
قال التمسح فى أمل:
- ائتنى بالثمرة وأعدك أن أعيش فى سلام مع باقى الحيوانات الطيبة.. لقد تبت وأريد أن أبدأ صفحة جديدة
صدق القرد كلام التمساح وغاب لفترة ثم عاد وأعطى للتمساح ثمرة عجيبة فضية اللون وهو يقول:
- إليك الثمرة.. تذكر: لاتحاول خداعى فسأظل أراقبك وأضعك تحت الاختبار.. لا تقترب من حيوانات اليابسة الطيبين.. وسأحضر لك ثمرة كل يومين
بعد ساعة من تناول التمساح للثمرة شعر بنشاط مفاجئ وقوة كاد ينساها.. فقفز فى البحيرة وراح يعوم فى نشاط فقال وهو يلوح بيده للقرد:
- شكرا أيها القرد الطيب..سأعيش من الآن على تناول الأسماك ولن أوذى حيوانا طيبا بعد الآن.
مرت أسابيع والتمساح لا يأكل سوى الأسماك.. وكان القرد الطيب يمده كل يومين بالثمرة التى تجدد نشاطه.. إلا أن التمساح مل من أكل الأسماك وتاقت نفسه إلى تناول لحم الغزلان والحمر الوحشية.. لكنه كان يعلم أنه إن خان العهد فسيتوقف القرد عن إمداده بالثمرة السحرية.. خطرت له فكرة فقال للقرد فى أحد الأيام:
- عزيزى القرد.. لعلك الآن تأكدت من صدق نيتى فى التوبة بعد أن راقبتنى لفترة طويلة.. أعلم أنك تقطع مسافة بعيدة وترهق نفسك من أجل الذهاب إلى تلك الشجرة.. ما رأيك لو دللتنى على مكانها فأوفر عليك عناء الرحلة وأذهب لإحضار الثمرة بنفسى
رفض القرد فى بادئ الأمر ولكنه راح يفكر طويلا.. التمساح بالفعل وفى بوعده وأثبت صدق نيته.. لم لا يدله على مكان الشجرة ليوفر عليه مشقة الذهاب كل مرة لإحضار الثمرة؟.. وافق القرد فى النهاية وطلب من التمساح أن يتبعه.. قطعا مسافات بعيدة.. واجتازا مرتفعات وسهول حتى بلغا مكان الشجرة.. وعندما رأى التمساح الشجرة بثمارها الفضية اللامعة سارع بالتهام القرد الطبيب ثم راح يضحك ساخرا وهو يقول:
- يالك من قرد أحمق ساذج.. الآن لم أعد بحاجة إليك.. كل الثمار ملكى الآن..
اقترب من الشجرة وراح يهزها بذيله الضخم فلم تسقط ثمرة واحدة.. أدرك فجأة أنه فى مأزق خطير.. فهو لا يجيد التسلق ولا يمكنه الصعود إلى الشجرة.. حاول مئات المرات واستخدم كل الحيل ففشل فى إسقاط ثمرة واحدة.. بدأ الوهن يتسلل إلى جسده وبدأ مفعول الثمرة يزول فصرخ صرخة عالية وراح فى يأس يستنجد بكل الحيوانات إلا أن الحيوانات التى رأت غدره وشره رفضت مساعدته وتركته يواجه مصيره المظلم.. عندها أدرك أنه أضاع من بين يديه آخر فرصة له للبقاء.
أصاب الوهن والعجز تمساح كبير عرف فيما مضى بقوته وبطشه.. فصار كبير السن ضعيفا لا يقوى على السباحة فى النهر ولا على مطاردة الفرائس.. وفى أحد الأيام كان يجلس على ضفاف البحيرة يتأمل فى حسرة التماسيح الشابة وهى تعوم فى البحيرة بنشاط وسرعة فتذكر أيام مجده وعنفوانه.. كما راح يراقب الغزلان التى تتقافز فى نشاط والحمر الوحشية وهى تجرى فى قطعانها فأصدرت معدته صوتا مضطربا فقد كان الجوع يمزقه.. الآن هو لا يقوى على الصيد فعضلاته واهنة وسرعته بطيئة.. ولما تملك اليأس من التمساح راح يبكى بكاءا عاليا سمعته جميع الحيوانات فلم تشعر تجاهه بالشفقة ولا بالتعاطف.. وبينما كان القرد (ميمو) طبيب الغابة يمر بالجوار سمع نحيب التمساح فاقترب منه فى حذر وسأله:
- لماذا تصنع هذه الضجة أيها التمساح العجوز؟
رد التمساح:
- أنجدنى يا طبيب الغابة..أنا بحاجة لعلاج يعيد إلى نشاطى وحيويتى
رد القرد (ميمو) ساخرا وهو يهم بالانصراف:
- علاجك ليس عندى.. أنا أعالج فقط الحيوانات الوديعة المسالمة.. أما أنت فمداواتك تعنى عودتك لشراستك وبطشك وافتراسك للحيوانات المسكينة
قال التمساح بلهفة:
- فلتعالجنى أيها القرد الطبيب.. وأتعهد إليك بألا أفترس أى حيوان بعد شفائى
رد القرد:
- كيف أصدق عهدك وأنت حيوان مفترس بطبعك؟
- لقد ضعفت أسنانى ولم أعد أقوى على التهام الفرائس.. أقسم لك إذا أعدت لى نشاطى فلن أتغذى إلا على أسماك البحيرة فقط
واصل التمساح بكاءه واستعطافه للقرد حتى رق له قلب القرد عندما رأى ضعفه وذله.. اقترب منه وراح يفحصه.. وبعد الكشف قال فى ثقة:
- علاجك لدى.. أعرف شجرة نادرة جدا تطرح ثمارا عجيبة تعيد للعجوز شبابه وللضعيف قوته.. لكننى الوحيد الذى يعرف مكانها.. لكن يجب أن تعرف أن كل ثمرة من ثمار الشجرة تمنحك قوة ونشاط لمدة يومين فقط ثم ينتهى مفعولها فتعود لضعفك.. لذا فأنت تحتاج لتناول ثمرة كل يومين مدى الحياة
قال التمسح فى أمل:
- ائتنى بالثمرة وأعدك أن أعيش فى سلام مع باقى الحيوانات الطيبة.. لقد تبت وأريد أن أبدأ صفحة جديدة
صدق القرد كلام التمساح وغاب لفترة ثم عاد وأعطى للتمساح ثمرة عجيبة فضية اللون وهو يقول:
- إليك الثمرة.. تذكر: لاتحاول خداعى فسأظل أراقبك وأضعك تحت الاختبار.. لا تقترب من حيوانات اليابسة الطيبين.. وسأحضر لك ثمرة كل يومين
بعد ساعة من تناول التمساح للثمرة شعر بنشاط مفاجئ وقوة كاد ينساها.. فقفز فى البحيرة وراح يعوم فى نشاط فقال وهو يلوح بيده للقرد:
- شكرا أيها القرد الطيب..سأعيش من الآن على تناول الأسماك ولن أوذى حيوانا طيبا بعد الآن.
مرت أسابيع والتمساح لا يأكل سوى الأسماك.. وكان القرد الطيب يمده كل يومين بالثمرة التى تجدد نشاطه.. إلا أن التمساح مل من أكل الأسماك وتاقت نفسه إلى تناول لحم الغزلان والحمر الوحشية.. لكنه كان يعلم أنه إن خان العهد فسيتوقف القرد عن إمداده بالثمرة السحرية.. خطرت له فكرة فقال للقرد فى أحد الأيام:
- عزيزى القرد.. لعلك الآن تأكدت من صدق نيتى فى التوبة بعد أن راقبتنى لفترة طويلة.. أعلم أنك تقطع مسافة بعيدة وترهق نفسك من أجل الذهاب إلى تلك الشجرة.. ما رأيك لو دللتنى على مكانها فأوفر عليك عناء الرحلة وأذهب لإحضار الثمرة بنفسى
رفض القرد فى بادئ الأمر ولكنه راح يفكر طويلا.. التمساح بالفعل وفى بوعده وأثبت صدق نيته.. لم لا يدله على مكان الشجرة ليوفر عليه مشقة الذهاب كل مرة لإحضار الثمرة؟.. وافق القرد فى النهاية وطلب من التمساح أن يتبعه.. قطعا مسافات بعيدة.. واجتازا مرتفعات وسهول حتى بلغا مكان الشجرة.. وعندما رأى التمساح الشجرة بثمارها الفضية اللامعة سارع بالتهام القرد الطبيب ثم راح يضحك ساخرا وهو يقول:
- يالك من قرد أحمق ساذج.. الآن لم أعد بحاجة إليك.. كل الثمار ملكى الآن..
اقترب من الشجرة وراح يهزها بذيله الضخم فلم تسقط ثمرة واحدة.. أدرك فجأة أنه فى مأزق خطير.. فهو لا يجيد التسلق ولا يمكنه الصعود إلى الشجرة.. حاول مئات المرات واستخدم كل الحيل ففشل فى إسقاط ثمرة واحدة.. بدأ الوهن يتسلل إلى جسده وبدأ مفعول الثمرة يزول فصرخ صرخة عالية وراح فى يأس يستنجد بكل الحيوانات إلا أن الحيوانات التى رأت غدره وشره رفضت مساعدته وتركته يواجه مصيره المظلم.. عندها أدرك أنه أضاع من بين يديه آخر فرصة له للبقاء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق