قصة ورسوم: شريف منصور
فى تلك البقعة الهادئة من البحر عاشت مجموعة من الأسماك المسالمة فى سعادة وهدوء.. وذات يوم وفد إلى المكان أخطبوط مشاغب لا يجد سعادته إلا فى ترويع الكائنات
الصغيرة وإفزاعها.. مستعينا فى ذلك بالهبات التى حباه الله بها.. فهو مثلا ينتظر الأسماك الصغيرة الملونة فى وقت لهوها اليومى ويراقبها حتى تجتمع معا وتبدأ اللعب فيطلق حولها سحابة كثيفة من الحبر تعكر صفو الماء وتصيب الأسماك بالضيق البالغ لفترة من الوقت.. ومرة أخرى يغير لونه إلى لون رمال القاع ويمكث بلا حراك فوق الرمال وقد بدا وكأنه جزء منها.. ولأن الأسماك لم تكن تراه فقد كان ينتظر حتى تمر مجموعة منهم فوقه فينقض عليها مرة واحدة مما يصيبهم جميعا بالفزع الشديد.. عندها كان يطلق ضحكات عالية شاعرا بالزهو من حيله التى لا تخيب.. بل قد يقوم أحيانا بالنوم فى مكان إحدى السمكات مستغلا جسمه المرن الذى يستطيع الدخول إلى أصغر الشقوق والجحور.. وعندما كانت السمكة تأتى لتنام كان يفرد أذرعته الثمانية فى المكان الضيق ويستغرق فى النوم مسببا ضيق بالغ للسمكة صاحبة المكان فتنصرف السمكة عاجزة عن التصرف..
وذات يوم قررت السمكة الذهبية الصغيرة المعروفة بذكائها وحسن تصرفها تلقين الأخطبوط الشقى درسا قاسيا حتى يكف عن حماقاته وتصرفاته المزعجة.. فذهبت إليه يوما وسألته مصطنعة البراءة:
- يقولون أنك أيها الأخطبوط العاظيم قادر على ضغط جسدك المرن والدخول إلى أضيق الأماكن والجحور
رد الأخطبوط مزهوا:
- هذه أبسط المواهب التى أملكها
ردت السمكة:
- ولكن هناك فجوة ضيقة جدا تقود إلى أحد الكهوف.. وقد أخبرت صديقاتى الأسماك أنك تستطيع المرور عبرها بسهولة فسخروا منى وأخبرونى أن هذا مستحيل
رد الأخطبوط بعصبية:
- بالطبع أستطيع.. فقد دلينى على هذه الفجوة
اقتادته السمكة إلى ذلك الكهف المهجور ذى الفتحة الضيقة فبدأ الأخطبوط برغم صعوبة المهمة فى ضغط جسده المرن ونجح بعد معاناة فى الدخول عبرها إلى الكهف.. عندها ظهرت فجأة أعداد كبيرة من الأسماك تعاونت مع السمكة الذهبية فى حمل صخرة ثقيلة بسرعة وسدوا بها فتحة الكهف.. راح الاخطبوط يصرخ مستغيثا وقد أدرك الحيلة.. تركته السمكة الذهبية يوما كاملا بداخل الكهف يعانى من الوحدة والجوع حتى عادت إليه فى اليوم التالى ووقفت على مخرج الكهف المسدود تقول فى سخرية:
- كيف حالك أيها الاخطبوط العظيم
- افتحى باب الكهف أرجوك
- هل تعلمت الآن أن تحسن التصرف وألا تستخدم الهبات التى وهبك الله إياها فى مضايقة الآخرين؟
- نعم تعلمت
- حسنا سنخرجك بشرط أن تتوقف عن إزعاجك للآخرين
وبالفعل وعدها الاخطبوط بذلك فتعاونت مع بقية الأسماك فى إزاحة الصخرة عن الباب.. عندها فر الأخطبوط هاربا وقد تعلم لأول مرة درسا قاسيا لن ينساه أبدا ما تبقى له من عمره
فى تلك البقعة الهادئة من البحر عاشت مجموعة من الأسماك المسالمة فى سعادة وهدوء.. وذات يوم وفد إلى المكان أخطبوط مشاغب لا يجد سعادته إلا فى ترويع الكائنات
الصغيرة وإفزاعها.. مستعينا فى ذلك بالهبات التى حباه الله بها.. فهو مثلا ينتظر الأسماك الصغيرة الملونة فى وقت لهوها اليومى ويراقبها حتى تجتمع معا وتبدأ اللعب فيطلق حولها سحابة كثيفة من الحبر تعكر صفو الماء وتصيب الأسماك بالضيق البالغ لفترة من الوقت.. ومرة أخرى يغير لونه إلى لون رمال القاع ويمكث بلا حراك فوق الرمال وقد بدا وكأنه جزء منها.. ولأن الأسماك لم تكن تراه فقد كان ينتظر حتى تمر مجموعة منهم فوقه فينقض عليها مرة واحدة مما يصيبهم جميعا بالفزع الشديد.. عندها كان يطلق ضحكات عالية شاعرا بالزهو من حيله التى لا تخيب.. بل قد يقوم أحيانا بالنوم فى مكان إحدى السمكات مستغلا جسمه المرن الذى يستطيع الدخول إلى أصغر الشقوق والجحور.. وعندما كانت السمكة تأتى لتنام كان يفرد أذرعته الثمانية فى المكان الضيق ويستغرق فى النوم مسببا ضيق بالغ للسمكة صاحبة المكان فتنصرف السمكة عاجزة عن التصرف..
وذات يوم قررت السمكة الذهبية الصغيرة المعروفة بذكائها وحسن تصرفها تلقين الأخطبوط الشقى درسا قاسيا حتى يكف عن حماقاته وتصرفاته المزعجة.. فذهبت إليه يوما وسألته مصطنعة البراءة:
- يقولون أنك أيها الأخطبوط العاظيم قادر على ضغط جسدك المرن والدخول إلى أضيق الأماكن والجحور
رد الأخطبوط مزهوا:
- هذه أبسط المواهب التى أملكها
ردت السمكة:
- ولكن هناك فجوة ضيقة جدا تقود إلى أحد الكهوف.. وقد أخبرت صديقاتى الأسماك أنك تستطيع المرور عبرها بسهولة فسخروا منى وأخبرونى أن هذا مستحيل
رد الأخطبوط بعصبية:
- بالطبع أستطيع.. فقد دلينى على هذه الفجوة
اقتادته السمكة إلى ذلك الكهف المهجور ذى الفتحة الضيقة فبدأ الأخطبوط برغم صعوبة المهمة فى ضغط جسده المرن ونجح بعد معاناة فى الدخول عبرها إلى الكهف.. عندها ظهرت فجأة أعداد كبيرة من الأسماك تعاونت مع السمكة الذهبية فى حمل صخرة ثقيلة بسرعة وسدوا بها فتحة الكهف.. راح الاخطبوط يصرخ مستغيثا وقد أدرك الحيلة.. تركته السمكة الذهبية يوما كاملا بداخل الكهف يعانى من الوحدة والجوع حتى عادت إليه فى اليوم التالى ووقفت على مخرج الكهف المسدود تقول فى سخرية:
- كيف حالك أيها الاخطبوط العظيم
- افتحى باب الكهف أرجوك
- هل تعلمت الآن أن تحسن التصرف وألا تستخدم الهبات التى وهبك الله إياها فى مضايقة الآخرين؟
- نعم تعلمت
- حسنا سنخرجك بشرط أن تتوقف عن إزعاجك للآخرين
وبالفعل وعدها الاخطبوط بذلك فتعاونت مع بقية الأسماك فى إزاحة الصخرة عن الباب.. عندها فر الأخطبوط هاربا وقد تعلم لأول مرة درسا قاسيا لن ينساه أبدا ما تبقى له من عمره
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق