قصة ورسوم: شريف منصور
فى تلك الصحراء البعيدة عاش أرنبان شقيقان فى أحد الجحور.. كان الأرنب الأكبر نشيطا دائم الحركة يسعى طيلة النهار للبحث عن طعامه.. أما الأرنب الأصغر فقد كان جبانا يبيت ليله ونهاره بداخل الجحر ويعيش على الطعام القليل الذى كان شقيقه يأتى به إليه من وقت لآخر.. تضايق الأرنب الكبير من سلوك أخيه السلبى.. كثيرا ما نصحه وسأله فى غيظ:
- لماذا لا تخرج لتبحث عن رزقك مثلى وتوفر على عناء البحث عن طعام لكلينا؟ أنت تعلم أن الطعام هنا نادر وبالكاد يكفينا..
وكان الأرنب الأصغر يرد مرتجفا:
- إن الخروج من الجحر لهو مخاطرة شديدة.. لو خرجت سأتعرض للهلاك.. أنت تعرف أننا نحن الارانب فريسة سهلة للكثير من الحيوانات الضارية كالصقور والثعالب والبوم والحيات السامة.. البقاء بداخل الجحر هو عين الحكمة وقمة الأمان
فكان الأرنب الكبير يرد:
- وماذا حدث لى؟ ها أنا ذا أخرج كل يوم طيلة النهار لأبحث عن الطعام وأعود إليك فى المساء سالما..
فيرد الأرنب الصغير:
- يوما ما ستدرك صدق كلامى.. أنت فقط محظوظ لأنك تنجو بحماقتك من كل هذه الأخطار التى لا تدرك بشاعتها
يئس الأرنب الكبير من جعل شقيقه يخرج من الجحر الذى ظل ملازما له ليلا ونهارا، فلجأ إلى سلحفاة حكيمة تعيش فى الجوار وحكى لها مشكلة شقيقه.. فكرت السلحفاة كثيرا ثم وعدت الأرنب الكبير بحل مشكلة شقيقه.. وفى المساء زارتهما السلحفاة الحكيمة فى الجحر وتحدثت بهدوء إلى الأرنب الجبان قائلة:
- هل تعلم أيها الأرنب أنك تضيع الكثير من الفرص الثمينة ببقائك داخل الجحر؟
رد الأرنب:
- الأمان الذى يوفره لى هذا الجحر لهو فرصتى الوحيدة فى البقاء والنجاة
- ولكن المخاطر التى تخشاها تظل مجرد احتمالات.. ولا أحد ينجو من قدره مهما حاول.. وقد يأتيك الخطر من حيث لا تظن
صمت الأارنب الصغير فظلت السلحفاة تحدثه بصبر عن فرصه فى الحصول على طعام وفير بالخارج واستفادته من التجربة من أجل التعلم وتنمية المهارات فبدأ الارنب الصغير يفكر فى حديثها.. ولما أخبرها مترددا أنه يحتاج إلى ضمان قبل الخروج حتى لا يتعرض للمخاطر أخبرته بأنه فوق التبة العالية الواقعة فى شرق الصحراء توجد نبتة اسمها نبتة الشجاعة لو تناولها فسيتخلص من مخاوفه..
فى اليوم التالى تعمد الارنب الكبير ألا يمنح شقيقه طعاما وأخبره بأن عليه من الآن البحث عن طعامه بنفسه.. حاول الأرنب الصغير استعطافه ولكن الأرنب الكبير رد عليه بثقة:
- عليك الذهاب إلى التبة التى أخبرتك بها السلحفاة.. ستخوض المخاطرة مرة واحدة وبعدها ستصير شجاعا ولن تحتاج إلى من يجلب لك الطعام
خرج الأرنب الصغير وهو فى قمة الذعر.. وقطع فى طريقه مسافاة كبيرة باتجاه التبة وهو لا يتوقف عن التلفت يمينا ويسارا فى كل لحظة.. ومع مضيه فى طريقه ازداد شعورا بالثقة.. وفى طريقه تعرض لبعض المخاطر.. فقد شعر بصقر يترصده يطير فى السماء فاستخدم عقله الذى هداه للاختباء فى أحد الأنفاق تحت الأرض فنجا بهذه الحيلة من مخالب الصقر.. وبعد زوال الخطر واصل طريقه وهو يصبر نفسه بأنه اقترب كثيرا من نبتة الشجاعة.. أيضا مر فى طريقه بثعبان ضخم حاول الهجوم عليه إلا أن سرعته التى حباه الله بها جعلته يعدو مبتعدا وينجو من الثعبان البطىء..
وصل الأرنب فى النهاية إلى التبة فصعد عليها.. لم يجد أى نبتة ولكنه وجد السلحفاة تنتظره مبتسمة
قال لها:
- أين نبتة الشجاعة؟
ردت السلحفاة:
- لا توجد نبتة للشجاعة.. إن هذه النبتة بداخلك.. لعلك تعلمت من رحلتك الطويلة الكثير من الدروس.. إن مواجهة المخاطر خير من البقاء طيلة العمر تحت تهديدها.. وأن توقع الأسوأ دائما يضيع فرصا ومغانم كثيرة نحن فى أمس الحاجة إليها..
لم يغضب الارنب وإنما تامل فى كلام السلحفاة.. وفى طريق عودته صادف الكثير من المخاطر التى بدأ يتعلم الطرق المناسبة لتفاديها.. كما وجد فى طريقه الكثير من الطعام اللذيذ الشهى الذى أنساه مرارة الرحلة.
فى تلك الصحراء البعيدة عاش أرنبان شقيقان فى أحد الجحور.. كان الأرنب الأكبر نشيطا دائم الحركة يسعى طيلة النهار للبحث عن طعامه.. أما الأرنب الأصغر فقد كان جبانا يبيت ليله ونهاره بداخل الجحر ويعيش على الطعام القليل الذى كان شقيقه يأتى به إليه من وقت لآخر.. تضايق الأرنب الكبير من سلوك أخيه السلبى.. كثيرا ما نصحه وسأله فى غيظ:
- لماذا لا تخرج لتبحث عن رزقك مثلى وتوفر على عناء البحث عن طعام لكلينا؟ أنت تعلم أن الطعام هنا نادر وبالكاد يكفينا..
وكان الأرنب الأصغر يرد مرتجفا:
- إن الخروج من الجحر لهو مخاطرة شديدة.. لو خرجت سأتعرض للهلاك.. أنت تعرف أننا نحن الارانب فريسة سهلة للكثير من الحيوانات الضارية كالصقور والثعالب والبوم والحيات السامة.. البقاء بداخل الجحر هو عين الحكمة وقمة الأمان
فكان الأرنب الكبير يرد:
- وماذا حدث لى؟ ها أنا ذا أخرج كل يوم طيلة النهار لأبحث عن الطعام وأعود إليك فى المساء سالما..
فيرد الأرنب الصغير:
- يوما ما ستدرك صدق كلامى.. أنت فقط محظوظ لأنك تنجو بحماقتك من كل هذه الأخطار التى لا تدرك بشاعتها
يئس الأرنب الكبير من جعل شقيقه يخرج من الجحر الذى ظل ملازما له ليلا ونهارا، فلجأ إلى سلحفاة حكيمة تعيش فى الجوار وحكى لها مشكلة شقيقه.. فكرت السلحفاة كثيرا ثم وعدت الأرنب الكبير بحل مشكلة شقيقه.. وفى المساء زارتهما السلحفاة الحكيمة فى الجحر وتحدثت بهدوء إلى الأرنب الجبان قائلة:
- هل تعلم أيها الأرنب أنك تضيع الكثير من الفرص الثمينة ببقائك داخل الجحر؟
رد الأرنب:
- الأمان الذى يوفره لى هذا الجحر لهو فرصتى الوحيدة فى البقاء والنجاة
- ولكن المخاطر التى تخشاها تظل مجرد احتمالات.. ولا أحد ينجو من قدره مهما حاول.. وقد يأتيك الخطر من حيث لا تظن
صمت الأارنب الصغير فظلت السلحفاة تحدثه بصبر عن فرصه فى الحصول على طعام وفير بالخارج واستفادته من التجربة من أجل التعلم وتنمية المهارات فبدأ الارنب الصغير يفكر فى حديثها.. ولما أخبرها مترددا أنه يحتاج إلى ضمان قبل الخروج حتى لا يتعرض للمخاطر أخبرته بأنه فوق التبة العالية الواقعة فى شرق الصحراء توجد نبتة اسمها نبتة الشجاعة لو تناولها فسيتخلص من مخاوفه..
فى اليوم التالى تعمد الارنب الكبير ألا يمنح شقيقه طعاما وأخبره بأن عليه من الآن البحث عن طعامه بنفسه.. حاول الأرنب الصغير استعطافه ولكن الأرنب الكبير رد عليه بثقة:
- عليك الذهاب إلى التبة التى أخبرتك بها السلحفاة.. ستخوض المخاطرة مرة واحدة وبعدها ستصير شجاعا ولن تحتاج إلى من يجلب لك الطعام
خرج الأرنب الصغير وهو فى قمة الذعر.. وقطع فى طريقه مسافاة كبيرة باتجاه التبة وهو لا يتوقف عن التلفت يمينا ويسارا فى كل لحظة.. ومع مضيه فى طريقه ازداد شعورا بالثقة.. وفى طريقه تعرض لبعض المخاطر.. فقد شعر بصقر يترصده يطير فى السماء فاستخدم عقله الذى هداه للاختباء فى أحد الأنفاق تحت الأرض فنجا بهذه الحيلة من مخالب الصقر.. وبعد زوال الخطر واصل طريقه وهو يصبر نفسه بأنه اقترب كثيرا من نبتة الشجاعة.. أيضا مر فى طريقه بثعبان ضخم حاول الهجوم عليه إلا أن سرعته التى حباه الله بها جعلته يعدو مبتعدا وينجو من الثعبان البطىء..
وصل الأرنب فى النهاية إلى التبة فصعد عليها.. لم يجد أى نبتة ولكنه وجد السلحفاة تنتظره مبتسمة
قال لها:
- أين نبتة الشجاعة؟
ردت السلحفاة:
- لا توجد نبتة للشجاعة.. إن هذه النبتة بداخلك.. لعلك تعلمت من رحلتك الطويلة الكثير من الدروس.. إن مواجهة المخاطر خير من البقاء طيلة العمر تحت تهديدها.. وأن توقع الأسوأ دائما يضيع فرصا ومغانم كثيرة نحن فى أمس الحاجة إليها..
لم يغضب الارنب وإنما تامل فى كلام السلحفاة.. وفى طريق عودته صادف الكثير من المخاطر التى بدأ يتعلم الطرق المناسبة لتفاديها.. كما وجد فى طريقه الكثير من الطعام اللذيذ الشهى الذى أنساه مرارة الرحلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق