قصة ورسوم: شريف منصور
فى قديم الزمن حكم ملك ظالم اسمه (شعلان) إحدى البلاد الصغيرة.. كان يحكم رعيته بالبطش والقوة ولا يتورع فى نهب خيرات البلدة وفرض الضرائب الباهظة على أهلها الطيبين.. كما كان مولعا بالترف والبذخ والمظاهر، فكان ينفق الأموال بلا حساب فى بناء القصور وشراء التحف والحلى والجواهر.. وحدث ذات يوم ما عكر عليه صفوه.. فقد بلغته أنباء أن ملك البلدة المجاورة شيد قصرا فائق الجمال على تلة عالية.. أثار غيظ الملك (شعلان) أن كل شخص كان يزور قصره من الحكام أو الوزراء أو التجار القادمين من بلاد أخرى كان يمدح فى قصره ثم يقول: "قصرك رائع أيها الملك (شعلان).. ولكنه لا يضاهى قصر (نعمان) ملك البلدة المجاورة.. إن قصره بلا شك أفضل تحفة معمارية رأيتها فى حياتى".. تكررت تعليقات الناس حول قصر (نعمان) ملك البلدة المجاورة حتى جن جنون الملك (شعلان) وقرر حشد كل أمواله ثم اختار أمهر البناءين وراح يشيد قصرا لا مثيل له فى كل البلاد.. ولما انتهى بناء القصر وانتقل الملك (شعلان) إليه حتى انهالت على قصره عبارات المديح والإعجاب.. لكن برغم كل هذا تكررت نفس العبارة من جميع زواره: "إنه قصر رائع بالفعل لكن لا يبلغ روعة قصر الملك (نعمان)".. استشار الملك (شعلان) وزيره الخبيث (عزام) فى هذه المشكلة فاقترح عليه الوزير أن يقوم بزيارة ودية للملك (نعمان) فى قصره لمشاهدة القصر عن قرب ودراسته وسؤال (نعمان) عن الطريقة التى بناه بها حتى يقوم الملك (شعلان) ببناء قصرا مماثلا بنفس الطريقة.. أخذ الملك (شعلان) بالنصيحة وجمع حراسه وكذلك أمهر البنائين فى مملكته وانطلق فى قافلة مهيبة إلى بلدة الملك (نعمان).. وعندما بلغت قافلة الملك (شعلان) بلدة الملك (نعمان) وقبل حتى أن يدخلوها شهق كل جنود وأعوان الملك فى انبهار عند رؤيتهم لقصر الملك (نعمان) الواقع فوق أعلى تل بالبلدة.. كان قصرا رائعا تشع أحجاره البراقة التى لا مثيل لها بضوء بنفسجى مبهر يخلب الألباب.. رحب الملك (نعمان) بالملك (شعلان) واقتاده إلى قصره الرائع.. وبالداخل كان القصر لا يقل روعة عن خارجه.. الجدران تشع بنفس الضوء البراق الذى يسحر العقول.. حاول الملك (شعلان) سؤال الملك (نعمان) عن كيفية بناء هذا القصر فرفض الملك (نعمان) فى أدب قائلا: "إن لهذا القصر سر لا أستطيع البوح به".. فشلت محاولات الملك (شعلان) فى جعل الملك (نعمان) يخبره بالسر، كما أجمع كل بنائين الملك (شعلان) على أن الحجارة التى صنع بها هذا القصر لم يروا مثلها أبدا فهى تضىء من تلقاء نفسها.. وبينما كان الملك (شعلان) فى ضيافة الملك (نعمان) عاود استشارة وزيره (عزام) الذى كان يصاحبه فقال له الوزير:
- هناك حل واحد أيها الملك.. لديك جنود وعتاد أكثر من هذا الملك.. يمكنك إرسال مبعوث لجمع كل جنودك فيأتون إلى هنا ونقوم باحتلال هذه المملكة وسجن ملكها (نعمان).. عندها يكون هذا القصر ملكا لك للأبد.. وكذلك تحكم أنت المملكتين.
لم يملك الملك (شعلان) أمام الأطماع التى لعبت برأسه إلا أن ينفذ خطة الوزير.. وبالفعل أغار جيش الملك على بلدة الملك (نعمان) وسقطت مملكته وتم حبسه فى أحد السجون.. ثم تولى الملك (شعلان) حكمه من داخل القصر الجديد..
مرت أسابيع والملك (شعلان) مستمر فى ظلمه وطغيانه حتى لاحظ الجميع ظاهرة محيرة.. لقد خفتت إضاءة القصر تدريجيا وقل الوهج المنبعث من أحجاره.. واستمر الحال هكذا حتى اختفى الضوء المنبعث من القصر وتحول لون أحجاره إلى اللون الأسود القاتم بعد أن كان بنفسجيا هادئا.. حتى أتى اليوم الذى كان الملك (شعلان) فيه نائما فأفاق فجأة على صوت مرعب من داخل غرفته.. استيقظ مرعوبا ففوجئ برجل هائل الحجم غريب الهيئة فصاح به الملك:
- من أنت وكيف تجاوزت الحراس ودخلت إلى غرفتى؟
رد الرجل فى غضب:
- أنا من بنى هذا القصر.. لقد عاش الملك (نعمان) طيلة حياته يحكم بالعدل ويرعى شئون رعيته ويجير المساكين والضعفاء.. لذا فقد كافأه الله بأن أرسلنى إليه فبنيت له هذا القصر وسميته قصر العدالة.. إن أحجاره النادرة التى لا يوجد لها مثيل تستمر فى الوهج مع استمرار العدل والرحمة.. ويختفى وهجها ويسود لونها كلما شاع الظلم والطغيان.. والآن سينهار هذا القصر فوق رأسك جزاء لما فعلت.
صرخ الملك عندما سمع صوت هائل ينبعث من جدران القصر وارتج المكان.. اختفى الرجل الغامض فى لحظة وبدأ القصر ينهار.. ولم تمض لحظات حتى انهار فوق الملك وأعوانه..
بعدها سارع الناس الطيبون بإطلاق سراح ملكهم الطيب (نعمان) الذى أمر بجمع حجارة القصر وإعادة بنائه من جديد.. وبعدما تم بنائه حكم الملك (نعمان) المملكتين وضمهما إلى بعض.. وراح يرعى شئون رعيته بالعدل من داخل قصره الذى راحت أحجاره تتحول إلى لونها البنفسجى وبدأت تشع الضوء من جديد حتى صار للقصر وهجا يمكن رؤيته من مئات الأميال.
فى قديم الزمن حكم ملك ظالم اسمه (شعلان) إحدى البلاد الصغيرة.. كان يحكم رعيته بالبطش والقوة ولا يتورع فى نهب خيرات البلدة وفرض الضرائب الباهظة على أهلها الطيبين.. كما كان مولعا بالترف والبذخ والمظاهر، فكان ينفق الأموال بلا حساب فى بناء القصور وشراء التحف والحلى والجواهر.. وحدث ذات يوم ما عكر عليه صفوه.. فقد بلغته أنباء أن ملك البلدة المجاورة شيد قصرا فائق الجمال على تلة عالية.. أثار غيظ الملك (شعلان) أن كل شخص كان يزور قصره من الحكام أو الوزراء أو التجار القادمين من بلاد أخرى كان يمدح فى قصره ثم يقول: "قصرك رائع أيها الملك (شعلان).. ولكنه لا يضاهى قصر (نعمان) ملك البلدة المجاورة.. إن قصره بلا شك أفضل تحفة معمارية رأيتها فى حياتى".. تكررت تعليقات الناس حول قصر (نعمان) ملك البلدة المجاورة حتى جن جنون الملك (شعلان) وقرر حشد كل أمواله ثم اختار أمهر البناءين وراح يشيد قصرا لا مثيل له فى كل البلاد.. ولما انتهى بناء القصر وانتقل الملك (شعلان) إليه حتى انهالت على قصره عبارات المديح والإعجاب.. لكن برغم كل هذا تكررت نفس العبارة من جميع زواره: "إنه قصر رائع بالفعل لكن لا يبلغ روعة قصر الملك (نعمان)".. استشار الملك (شعلان) وزيره الخبيث (عزام) فى هذه المشكلة فاقترح عليه الوزير أن يقوم بزيارة ودية للملك (نعمان) فى قصره لمشاهدة القصر عن قرب ودراسته وسؤال (نعمان) عن الطريقة التى بناه بها حتى يقوم الملك (شعلان) ببناء قصرا مماثلا بنفس الطريقة.. أخذ الملك (شعلان) بالنصيحة وجمع حراسه وكذلك أمهر البنائين فى مملكته وانطلق فى قافلة مهيبة إلى بلدة الملك (نعمان).. وعندما بلغت قافلة الملك (شعلان) بلدة الملك (نعمان) وقبل حتى أن يدخلوها شهق كل جنود وأعوان الملك فى انبهار عند رؤيتهم لقصر الملك (نعمان) الواقع فوق أعلى تل بالبلدة.. كان قصرا رائعا تشع أحجاره البراقة التى لا مثيل لها بضوء بنفسجى مبهر يخلب الألباب.. رحب الملك (نعمان) بالملك (شعلان) واقتاده إلى قصره الرائع.. وبالداخل كان القصر لا يقل روعة عن خارجه.. الجدران تشع بنفس الضوء البراق الذى يسحر العقول.. حاول الملك (شعلان) سؤال الملك (نعمان) عن كيفية بناء هذا القصر فرفض الملك (نعمان) فى أدب قائلا: "إن لهذا القصر سر لا أستطيع البوح به".. فشلت محاولات الملك (شعلان) فى جعل الملك (نعمان) يخبره بالسر، كما أجمع كل بنائين الملك (شعلان) على أن الحجارة التى صنع بها هذا القصر لم يروا مثلها أبدا فهى تضىء من تلقاء نفسها.. وبينما كان الملك (شعلان) فى ضيافة الملك (نعمان) عاود استشارة وزيره (عزام) الذى كان يصاحبه فقال له الوزير:
- هناك حل واحد أيها الملك.. لديك جنود وعتاد أكثر من هذا الملك.. يمكنك إرسال مبعوث لجمع كل جنودك فيأتون إلى هنا ونقوم باحتلال هذه المملكة وسجن ملكها (نعمان).. عندها يكون هذا القصر ملكا لك للأبد.. وكذلك تحكم أنت المملكتين.
لم يملك الملك (شعلان) أمام الأطماع التى لعبت برأسه إلا أن ينفذ خطة الوزير.. وبالفعل أغار جيش الملك على بلدة الملك (نعمان) وسقطت مملكته وتم حبسه فى أحد السجون.. ثم تولى الملك (شعلان) حكمه من داخل القصر الجديد..
مرت أسابيع والملك (شعلان) مستمر فى ظلمه وطغيانه حتى لاحظ الجميع ظاهرة محيرة.. لقد خفتت إضاءة القصر تدريجيا وقل الوهج المنبعث من أحجاره.. واستمر الحال هكذا حتى اختفى الضوء المنبعث من القصر وتحول لون أحجاره إلى اللون الأسود القاتم بعد أن كان بنفسجيا هادئا.. حتى أتى اليوم الذى كان الملك (شعلان) فيه نائما فأفاق فجأة على صوت مرعب من داخل غرفته.. استيقظ مرعوبا ففوجئ برجل هائل الحجم غريب الهيئة فصاح به الملك:
- من أنت وكيف تجاوزت الحراس ودخلت إلى غرفتى؟
رد الرجل فى غضب:
- أنا من بنى هذا القصر.. لقد عاش الملك (نعمان) طيلة حياته يحكم بالعدل ويرعى شئون رعيته ويجير المساكين والضعفاء.. لذا فقد كافأه الله بأن أرسلنى إليه فبنيت له هذا القصر وسميته قصر العدالة.. إن أحجاره النادرة التى لا يوجد لها مثيل تستمر فى الوهج مع استمرار العدل والرحمة.. ويختفى وهجها ويسود لونها كلما شاع الظلم والطغيان.. والآن سينهار هذا القصر فوق رأسك جزاء لما فعلت.
صرخ الملك عندما سمع صوت هائل ينبعث من جدران القصر وارتج المكان.. اختفى الرجل الغامض فى لحظة وبدأ القصر ينهار.. ولم تمض لحظات حتى انهار فوق الملك وأعوانه..
بعدها سارع الناس الطيبون بإطلاق سراح ملكهم الطيب (نعمان) الذى أمر بجمع حجارة القصر وإعادة بنائه من جديد.. وبعدما تم بنائه حكم الملك (نعمان) المملكتين وضمهما إلى بعض.. وراح يرعى شئون رعيته بالعدل من داخل قصره الذى راحت أحجاره تتحول إلى لونها البنفسجى وبدأت تشع الضوء من جديد حتى صار للقصر وهجا يمكن رؤيته من مئات الأميال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق