قصة ورسوم: شريف منصور
فوق سطح إحدى البنايات كانت تعيش بطة بيضاء مع أطفالها البطات الثلاثة الصغيرة.. كانت البطة ملكا لامرأة من ساكنات البناية، وكانت المرأة صاحبة البطة تربيها فوق السطح المتسع وتقوم بين الحين والآخر بالصعود إليها وإطعامها من الحبوب ثم تغادر بعدها السطح وتغلق بابه المعدنى بإحكام حتى لا تهرب البطات.. وحدث ذات يوم أن دخل هذه البناية قط ضال للبحث عن طعام.. راح يتجول فى البناية حتى وصل إلى السطح.. ولأنه كان رشيقا خفيف الحركة فقد استطاع تسلق الباب المعدنى والدخول إلى السطح المتسع.. راح يتفقد السطح فى فضول حتى وقع بصره على البطة الكبيرة والبطات الصغيرة.. سال لعابه عندما رأى البطات الصغيرة وشعر بالجوع يمزقه.. وتذكر لحظتها حديث واحد من أصدقائه القطط الذى حكى له يوما عن مذاق البط اللذيذ فقال فى نفسه: "يالها من وجبة! ثلاثة بطات صغيرة لذيذة الطعم".. اقترب القط الضال من البط الصغير، وما كاد يصل إليه حتى هبت البطة الأم وراحت تطارده فى شراسة دفاعا عن بطاتها الصغار، ونقرته نقرا مؤلما دفعله لتسلق سور السطح واللهاث.. بدأ يفكر فى هدوء فى طريقة لإبعاد البطة الكبيرة عن أطفالها الصغار، وبعد قليل استقر على فكرة ذكية.. هبط من السور وقال للبطة الكبيرة من مسافة مأمونة:
- لماذا هاجمتنى أيتها البطة؟.. كنت فقط أود اللعب مع بطاتك الصغار والائتناس بكم
ردت البطة فى غضب:
- حذار من الاقتراب ولا تحاول خداعى.. فأنت قط مفترس لا أمان لك
قال القط فى براءة مصطنعة:
- أيتها البطة الطيبة أنت تظلمينى كثيرا.. وإثباتا لحسن نيتى فسأقدم لك نصيحة ثمينة جدا.. هل تعرفين السبب الحقيقى لوجودك فوق هذا السطح؟
قالت البطة فى حذر:
- نعم.. إن المرأة الطيبة التى تربينا توفر لى ولأطفالى المأوى وتطعمنا باستمرار لأنها تحبنا
ضحك القط فى سخرية حتى سالت دموعه ثم قال:
- يالك من مسكينة ساذجة.. إن صاحبتك تطعمك حتى تصيرين سمينة ثم فى النهاية تقوم بذبحك وأكلك
- أنت كاذب
- حسنا.. فكرى فى الأمر بترو وسأعاود المجىء غدا.. ولو كنت قد اقتنعت بكلامى فسأقدم لك حلا جيدا للنجاة من هذا المأزق
غادر القط البناية تاركا البطة فى خواطرها السوداء.. وعندما عاد فى اليوم التالى فوجئ بها تقول له:
- ما نصيحتك أيها القط الحكيم؟
ابتسم القط فى دهاء وقد أدرك أن خطته نجحت ثم قال للبطة:
- حسنا.. عليك بالتوقف عن تناول الطعام الذى تجلبه لك صاحبتك.. أو كلى طعاما قليلا جدا يبقيك حية.. مع الوقت ستنحفين ويهزل جسدك وهذا سيؤجل المصير الذى ينتظرك لأن صاحبتك لن تأكل بطة هزيلة أبدا.. وسيمنحنا هذا الوقت للتفكير فى طريقة لمغادرة هذه البناية.. سأتركك الآن وسأعاود الاطمئنان عليك كل يوم
تركها القط الخبيث تفكر فى نصيحته، وبالفعل فى الأيام التالية قللت البطة من تناولها للطعام وبدأ جسدها يهزل يوما بعد يوم حتى أصابها الضعف والوهن.. وعندما أدرك القط أنها صارت غير قادرة على الدفاع عن بطاتها قرر بدء الهجوم.. راح يطارد بطاتها الصغار ليفترسهم دون أن تستطيع البطة الأم اللحاق به وحماية صغارها بسبب ضعفها الشديد، وعندما حاصر البطات الصغيرة فى ركن السطح واستعد لافتراسهم فوجئ بركلة قوية تطيح به بعيدا.. صرخ فى ألم ونظر فإذا بالمرأة صاحبة البطة تطارده بعصا فى يدها وهى تقول:
- ارحل أيها القط الشرير اللئيم
راح القط يجرى والمرأة تطارده.. ولما فوجئت البطة الكبيرة بباب السطح مفتوحا تحاملت على نفسها وسارعت بحمل بطاتها الصغار فوق ظهرها مستغلة انشغال المرأة وخرجت بهن من السطح.. بعد جهد جهيد وصلت البطة إلى الشارع واختبأت فى أحد الطرق الجانبية وهى تلهث من الإرهاق.. عندها فوجئت بطفلة صغيرة تصيح:
- أبى.. إن هذه البطة بحاجة لمساعدة.. هل يمكننى أخذها معى للمنزل؟
كان آخر ما رأته البطة قبل أن تفقد الوعى رجل يحملها فى رفق هى وبطاتها الصغار ومعه ابنته الصغيرة.. وعندما أفاقت وجدت نفسها فى مكان مريح بداخل أحد المنازل، وسمعت صوت الطفلة الدافئ الحنون تقول لها:
- لقد انتهت معاناتك أيتها البطة الباسلة.. سأربيك عندى أنت وبطاتك فى الشرفة وسأعمل على مداواتك.. هل تقبلين بصداقتى؟
ابتسمت البطة الأم فى إرهاق وهى تتامل الطفلة وهى تداعبها هى وبطاتها الصغيرة فى حنان وأدركت وقتها أنها بلغت بر الأمان وأنها ستتجاوز محنتها.
فوق سطح إحدى البنايات كانت تعيش بطة بيضاء مع أطفالها البطات الثلاثة الصغيرة.. كانت البطة ملكا لامرأة من ساكنات البناية، وكانت المرأة صاحبة البطة تربيها فوق السطح المتسع وتقوم بين الحين والآخر بالصعود إليها وإطعامها من الحبوب ثم تغادر بعدها السطح وتغلق بابه المعدنى بإحكام حتى لا تهرب البطات.. وحدث ذات يوم أن دخل هذه البناية قط ضال للبحث عن طعام.. راح يتجول فى البناية حتى وصل إلى السطح.. ولأنه كان رشيقا خفيف الحركة فقد استطاع تسلق الباب المعدنى والدخول إلى السطح المتسع.. راح يتفقد السطح فى فضول حتى وقع بصره على البطة الكبيرة والبطات الصغيرة.. سال لعابه عندما رأى البطات الصغيرة وشعر بالجوع يمزقه.. وتذكر لحظتها حديث واحد من أصدقائه القطط الذى حكى له يوما عن مذاق البط اللذيذ فقال فى نفسه: "يالها من وجبة! ثلاثة بطات صغيرة لذيذة الطعم".. اقترب القط الضال من البط الصغير، وما كاد يصل إليه حتى هبت البطة الأم وراحت تطارده فى شراسة دفاعا عن بطاتها الصغار، ونقرته نقرا مؤلما دفعله لتسلق سور السطح واللهاث.. بدأ يفكر فى هدوء فى طريقة لإبعاد البطة الكبيرة عن أطفالها الصغار، وبعد قليل استقر على فكرة ذكية.. هبط من السور وقال للبطة الكبيرة من مسافة مأمونة:
- لماذا هاجمتنى أيتها البطة؟.. كنت فقط أود اللعب مع بطاتك الصغار والائتناس بكم
ردت البطة فى غضب:
- حذار من الاقتراب ولا تحاول خداعى.. فأنت قط مفترس لا أمان لك
قال القط فى براءة مصطنعة:
- أيتها البطة الطيبة أنت تظلمينى كثيرا.. وإثباتا لحسن نيتى فسأقدم لك نصيحة ثمينة جدا.. هل تعرفين السبب الحقيقى لوجودك فوق هذا السطح؟
قالت البطة فى حذر:
- نعم.. إن المرأة الطيبة التى تربينا توفر لى ولأطفالى المأوى وتطعمنا باستمرار لأنها تحبنا
ضحك القط فى سخرية حتى سالت دموعه ثم قال:
- يالك من مسكينة ساذجة.. إن صاحبتك تطعمك حتى تصيرين سمينة ثم فى النهاية تقوم بذبحك وأكلك
- أنت كاذب
- حسنا.. فكرى فى الأمر بترو وسأعاود المجىء غدا.. ولو كنت قد اقتنعت بكلامى فسأقدم لك حلا جيدا للنجاة من هذا المأزق
غادر القط البناية تاركا البطة فى خواطرها السوداء.. وعندما عاد فى اليوم التالى فوجئ بها تقول له:
- ما نصيحتك أيها القط الحكيم؟
ابتسم القط فى دهاء وقد أدرك أن خطته نجحت ثم قال للبطة:
- حسنا.. عليك بالتوقف عن تناول الطعام الذى تجلبه لك صاحبتك.. أو كلى طعاما قليلا جدا يبقيك حية.. مع الوقت ستنحفين ويهزل جسدك وهذا سيؤجل المصير الذى ينتظرك لأن صاحبتك لن تأكل بطة هزيلة أبدا.. وسيمنحنا هذا الوقت للتفكير فى طريقة لمغادرة هذه البناية.. سأتركك الآن وسأعاود الاطمئنان عليك كل يوم
تركها القط الخبيث تفكر فى نصيحته، وبالفعل فى الأيام التالية قللت البطة من تناولها للطعام وبدأ جسدها يهزل يوما بعد يوم حتى أصابها الضعف والوهن.. وعندما أدرك القط أنها صارت غير قادرة على الدفاع عن بطاتها قرر بدء الهجوم.. راح يطارد بطاتها الصغار ليفترسهم دون أن تستطيع البطة الأم اللحاق به وحماية صغارها بسبب ضعفها الشديد، وعندما حاصر البطات الصغيرة فى ركن السطح واستعد لافتراسهم فوجئ بركلة قوية تطيح به بعيدا.. صرخ فى ألم ونظر فإذا بالمرأة صاحبة البطة تطارده بعصا فى يدها وهى تقول:
- ارحل أيها القط الشرير اللئيم
راح القط يجرى والمرأة تطارده.. ولما فوجئت البطة الكبيرة بباب السطح مفتوحا تحاملت على نفسها وسارعت بحمل بطاتها الصغار فوق ظهرها مستغلة انشغال المرأة وخرجت بهن من السطح.. بعد جهد جهيد وصلت البطة إلى الشارع واختبأت فى أحد الطرق الجانبية وهى تلهث من الإرهاق.. عندها فوجئت بطفلة صغيرة تصيح:
- أبى.. إن هذه البطة بحاجة لمساعدة.. هل يمكننى أخذها معى للمنزل؟
كان آخر ما رأته البطة قبل أن تفقد الوعى رجل يحملها فى رفق هى وبطاتها الصغار ومعه ابنته الصغيرة.. وعندما أفاقت وجدت نفسها فى مكان مريح بداخل أحد المنازل، وسمعت صوت الطفلة الدافئ الحنون تقول لها:
- لقد انتهت معاناتك أيتها البطة الباسلة.. سأربيك عندى أنت وبطاتك فى الشرفة وسأعمل على مداواتك.. هل تقبلين بصداقتى؟
ابتسمت البطة الأم فى إرهاق وهى تتامل الطفلة وهى تداعبها هى وبطاتها الصغيرة فى حنان وأدركت وقتها أنها بلغت بر الأمان وأنها ستتجاوز محنتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق