الثلاثاء، 1 يوليو 2014

نظارة (كريم)

قصة ورسوم: شريف منصور
 

لاحظ والد (كريم) أن ابنه الصغير يشكو دوما من أنه لا يرى الأشياء البعيدة بوضوح.. قال الأب لـ (كريم) فى هدوء وهو يبتسم:
- ما رأيك أن نذهب معا لطبيب العيون لكى يكشف على بصرك؟
شعر (كريم) بالقلق لأنه يخاف الاطباء، إلا أن والده أقنعه بهدوء ولطف أن الموضوع بسيط ولا يستحق القلق..
وبالفعل ذهب (كريم) مع والده إلى طبيب العيون، وفى العيادة بش الطبيب فى وجه (كريم) وداعبه فزال بعض الخوف عن نفسه، وبعد الكشف قال الطبيب لـ (كريم):
- يجب أن ترتدى نظارة يا بطل حتى ترى الأشياء بوضوح أكثر وحتى تحافظ على نظرك
شعر (كريم) بالهلع وقال للطبيب:
- ولكننى لا أحب ارتداء النظارة.. هل أنا مريض؟
رد الطبيب:
- لا يا صغيرى.. أنت لست مريضا.. نحن فقط نريد أن نحافظ على بصرك ، وهذه النظارة ستكون صديقك الجديد الذى يجعلك ترى الأشياء أكثر وضوحا وجمالا
انصرف (كريم) مع والده وهو يشعر بالحزن، قال لوالده:
- ولكن يا أبى النظارة ستجعل أصدقائى يسخرون من شكلى
ابتسم والده وقال:
- لا يوجد ما تخجل منه يا صغيرى.. وصدقنى عندما تتعود على شكل النظارة الجديد ستحبه..
بعد يومين ارتدى (كريم) نظارته الجديدة.. وعندما ذهب إلى المدرسة مرتديا نظارته شعر بالخجل الشديد وسمع تعليقا من أحد الأولاد ضايقه بشأن نظارته، فعاد إلى المنزل حزينا وقرر عدم ارتدائها ثانية.. لاحظ والده فى الأيام التالية أنه لا يرتدى نظارته فنصحه بألا يلق بالا لأى تعليق يسمعه، وبعد إلحاح اضطر (كريم) لارتداء النظارة، ولكنه كان يخلعها بمجرد دخوله الفصل، ويعاود ارتدائها عند مجىء والده لاصطحابه إلى المنزل، وفى الأيام التالية بدأ (كريم) يشعر بالصداع  لأنه كان يجلس فى الصف الأخير ولا يستطيع رؤية كل ما يكتب على السبورة، لكن التعليق الذى سمعه من زميله كان يزيده إصرارا على المضى فى عناده.. وبعد فترة بدأ مستوى (كريم) فى الدراسة يتأخر وعندما تسلم والده الشهادة ورأى درجاته الضعيفة شعر بالحزن، فسأل (كريم) فى رفق:
- لماذا تراجع مستواك يا (كريم)؟ لقد اعتدت فيك التفوق والذكاء
شعر (كريم) بالخجل والحزن فاعترف لوالده بأنه كان لا يرتدى النظارة فى الفصل مما جعله لا يستطيع متابعة شرح المعلم..
تنهد والد (كريم) وقال له وهو يربت عليه:
- يا (كريم).. ارتداء النظارة ليس عيبا لأن كل شخص به شىء مختلف.. وحتما يوجد غيرك أطفال يرتدون نظارة.. ولا يجب أن تخجل منها إطلاقا.. العيب الحقيقى هو الكذب وهو التأخر فى الدراسة.. صدقنى لو حاولنا إرضاء كل شخص فلن نستطيع.. وحتى لو لم يحب شكلك أحد الاطفال فسيحبه آخرون.. وأنت بتفوقك وذكائك أفضل بكثير ممن لا يرتدون نظارات ومستواهم الدراسى ضعيف.. عدنى ألا تفعل هذا ثانية وسأثق بكلمتك
عاهده (كريم) على ذلك وبدأ يرتدى نظارته.. ومع الوقت بدأ يحب شكله الجديد ويعتاد عليه، وبدا الكل يعتاد شكله ويألفه.. والأهم أنه عاد إلى تفوقه المعتاد فصار كل زملائه يتمنون أن يصبحون مثله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق