قصة ورسوم: شريف منصور
عاشت قطة جميلة اسمها (سكر) فى منزل يسكنه رجل طيب وزوجته.. كانت تنال الكثير من الرعاية والتدليل.. فى الصباح تجد فى طبقها الملون الصغير الذى نقشت عليه حروف اسمها اللبن اللذيذ.. ووقت الظهيرة تشم رائحة السمك الشهى الذى تطهيه لها زوجة الرجل خصيصا فتعرف أن موعد وجبة الغذاء قد حان.. كما أن وسادتها الملونة الجميلة والتى تم تخصيصها لها فى ردهة المنزل كانت تمنحها أوقاتا من النوم الجميل الهانئ.. وشعرها الجميل كان يتم تصفيفه بصورة مستمرة كل يوم.. حتى اللعب الجميلة الجذابة كان صاحب المنزل يبتاعها لها خصيصا لكى تلهو بها متى تشاء.. كانت تشعر أنها فى جنة حقيقية ولم تتصور قط أن تحيا خارج هذا المنزل المريح الجميل.. إلا أنها كانت تفتقد شيئا ما يصيبها فى بعض الأحيان بالحزن.. كانت وحيدة بلا أصدقاء من بنى جنسها.. وبرغم الحب والحنان الذى كانت تناله من صاحب المنزل وزوجته إلا أنها كانت تتوق إلى الحديث مع قطة مثلها واللعب معها..
وحدث ذات يوم أن باب المنزل كان مفتوحا لبعض الوقت فأطلت منه إلى الخارج فقط لتلقى نظرة.. رأت للمرة الاولى قطة داكنة اللون تعبث فى صندوق القمامة المغلق المجاور لباب المنزل وقد بدا عليها الجوع.. شعرت القطة (سكر) بالفضول فوجهت حديثها إلى القطة الأخرى قائلة:
- من أنت؟ وماذا تفعلين؟
ردت القطة الأخرى بغير اهتمام:
- أنا قطة مثلك كما ترين.. اسمى (شطة) وأحاول البحث عن طعام لأننى أكاد أموت جوعا
نظرت لها القطة (سكر) فى شفقة وقالت:
- يا مسكينة تبحثين عن طعامك فى القمامة.. هذه سرقة قد تعاقبين عليها لو شاهدك صاحب المنزل.. كما أنك تعرضين جسدك للميكروبات والقذارة
ضحكت (شطة) كثيرا وهى تواصل محاولة فتح القمامة ثم قالت فى سخرية:
- سرقة؟ أنا أبحث عن رزقى فقط مثل جميع القطط.. كما أن الميكروبات لا تصيب أمثالى لأن لدى مناعة ضدها..
قالت لها القطة (سكر):
- لو أتيت معى بالداخل فسأمنحك بعض من طعامى وهى فرصة لك لتتعرفين على منزلى
توقفت (شطة) عن محاولاتها ودفعها الفضول إلى أن تتسلل إلى داخل المنزل مع القطة (سكر).. وفى الداخل راحت القطة (سكر) تريها أغراضها الشخصية والأطباق التى تأكل فيها والوسادة التى تنام عليها.. العجيب أن القطة (شطة) لم تبد اهتماما بما رأت بل علت وجهها ابتسامة ساخرة.. سألتها القطة (سكر) عن سر ابتسامتها فقالت لها (شطة):
- أنت مسكينة للغاية.. وحيدة ولا تفعلين شيئا سوى الأكل والنوم
- وهل هناك ما هو أهم من الاكل والنوم للقطط؟
- بالطبع.. هناك الحرية.. هناك الصحبة.. هناك النشاط.. هناك اكتساب المهارات
فكرت القطة (سكر) فى كلام القطة ثم قالت وقد بدأت تشعر بالضيق:
- ألا تأكلين؟
ابتسمت (شطة) وقالت:
- لا أحب أن آكل إلا ما أتعب فى الحصول عليه.. فهذا يكون ألذ بكثير من أى طعام مهما كان شهيا
ثم صمتت قليلا وقالت للقطة (سكر):
- ما رأيك أن تأتين معى قليلا لتتعرفى على منزلى
- هل لك منزل؟
- نعم الشارع هو منزلى المفضل
- ولكن صاحب المنزل سيشعر بالقلق على.. كما أن الشارع ملىء بالأخطار
ردت (شطة) وهى تتأهب للانصراف:
- حسنا كما تريدين.. سلام
- انتظرى أيها القطة.. سآتى معك ولكن لدقائق.. فيجب ألا أتأخر
بالفعل خرجت القطتان إلى الشارع.. كانت القطة (شطة) تجرى بنشاط بينما كانت (سكر) تلهث من التعب ولا تستطيع ملاحقتها.. قفزت (شطة) برشاقة فوق أحد الأماكن العالية وطلبت من (سكر) أن تقفز مثلها.. حاولت (سكر) أكثر من مرة وفشلت فقالت لها (شطة):
- إن قلة نشاطك ولياقتك سببها أنك لا تتعبين فى الصيد أو الحصول على طعامك.. فكل ما تحتاجينه يأتى إليك.. أنت قطة مدللة
شعرت القطة (سكر) بالغيظ الشديد وراحت تراقب (شطة) وهى تقفز هنا وهناك وتلعب مع صديقاتها وتنام مستمتعة فى الشمس فقررت القطة (سكر) العودة إلى المنزل..وعندما عادت شعرت لأول مرة بالحزن.. وبرغم لهفة صاحب المنزل عليها وافتقاده لها عندما غابت تساءلت (سكر) عن فائدة وجودها.. هل هى فقط مجرد دمية أو حيوان أليف؟.. تصاعد الشعور بالوحدة والحزن بداخل القطة (سكر) فاتخذت قرارا مهما.. ستغادر المنزل للأبد وستحيا حياة المغامرة وستكتسب ما ينقصها من مهارات..
وفى أحد الايام غادرت المنزل وراحت تتجول فى الشارع.. ولما شعرت بالجوع حاولت العبث فى صناديق القمامة إلا أنها تلقت ركلة من أحد السائرين وراح بعض الاطفال يطاردونها.. جرت بسرعة فى فزع وكادت تدهمها سيارة مسرعة.. شعرت بالخوف والضياع وبدأت ترتعش من الجوع والبرد.. فجأة شعرت بيد حانية تلتقطها برفق.. كانت يد صاحب المنزل الذى نزل ليبحث عنها فى الشارع.. اقتادها برفق إلى المنزل ووضع لها طعاما دافئا ونظفها من القذارات التى كانت تغطى جسدها ثم قال لها فى هدوء وحنان:
- أيتها القطة العزيزة.. إن القطط الضالة الأخرى تشعر بالحسد تجاهك لأنها لا تنال نفس الحب والرعاية.. ولا تتمتع بالحرية التى تظنها لأنها تعانى من قسوة البشر وافتقاد المأوى وقلة الطعام.. فقط هم يبررون لأنفسهم الحال السيئ الذى يعيشون فيه.. كما أن دورك يا (سكر) فى إسعادنا وإضفاء البهجة على المنزل لا يماثله أى دور.. لماذا تبحثين عن المعاناة وقد منحك الله نعما كثيرة.. أعلم أنك وحيدة ولكن.. سنعالج هذا الأمر
وفى اليوم التالى فوجئت القطة (سكر) بقط جديد أبيض اللون يحمله معه صاحب المنزل.. قال لها:
- أعرفك على صديقك الجديد (بياض).. لقد ابتعته خصيصا من أجلك.. من الآن ستعيشان سويا فى هذا المنزل
كادت القطة (سكر) تطير من الفرح وراحت تلعب مع (بياض).. ومع مرور الأيام اختفى شعورها بالوحدة.. وصارت نشيطة لأنها كانت تمضى أغلب الأوقات فى اللعب مع (بياض) الذى ملأ أوقات فراغها بالنشاط والحيوية.. وأدركت القطة (سكر) أنها فى نعمة حقيقية.. وأنها قادرة على اكتساب جميع المهارات بالنشاط والحركة والصحبة الجميلة.. صحبة البشر.. وصحبة (بياض)..
عاشت قطة جميلة اسمها (سكر) فى منزل يسكنه رجل طيب وزوجته.. كانت تنال الكثير من الرعاية والتدليل.. فى الصباح تجد فى طبقها الملون الصغير الذى نقشت عليه حروف اسمها اللبن اللذيذ.. ووقت الظهيرة تشم رائحة السمك الشهى الذى تطهيه لها زوجة الرجل خصيصا فتعرف أن موعد وجبة الغذاء قد حان.. كما أن وسادتها الملونة الجميلة والتى تم تخصيصها لها فى ردهة المنزل كانت تمنحها أوقاتا من النوم الجميل الهانئ.. وشعرها الجميل كان يتم تصفيفه بصورة مستمرة كل يوم.. حتى اللعب الجميلة الجذابة كان صاحب المنزل يبتاعها لها خصيصا لكى تلهو بها متى تشاء.. كانت تشعر أنها فى جنة حقيقية ولم تتصور قط أن تحيا خارج هذا المنزل المريح الجميل.. إلا أنها كانت تفتقد شيئا ما يصيبها فى بعض الأحيان بالحزن.. كانت وحيدة بلا أصدقاء من بنى جنسها.. وبرغم الحب والحنان الذى كانت تناله من صاحب المنزل وزوجته إلا أنها كانت تتوق إلى الحديث مع قطة مثلها واللعب معها..
وحدث ذات يوم أن باب المنزل كان مفتوحا لبعض الوقت فأطلت منه إلى الخارج فقط لتلقى نظرة.. رأت للمرة الاولى قطة داكنة اللون تعبث فى صندوق القمامة المغلق المجاور لباب المنزل وقد بدا عليها الجوع.. شعرت القطة (سكر) بالفضول فوجهت حديثها إلى القطة الأخرى قائلة:
- من أنت؟ وماذا تفعلين؟
ردت القطة الأخرى بغير اهتمام:
- أنا قطة مثلك كما ترين.. اسمى (شطة) وأحاول البحث عن طعام لأننى أكاد أموت جوعا
نظرت لها القطة (سكر) فى شفقة وقالت:
- يا مسكينة تبحثين عن طعامك فى القمامة.. هذه سرقة قد تعاقبين عليها لو شاهدك صاحب المنزل.. كما أنك تعرضين جسدك للميكروبات والقذارة
ضحكت (شطة) كثيرا وهى تواصل محاولة فتح القمامة ثم قالت فى سخرية:
- سرقة؟ أنا أبحث عن رزقى فقط مثل جميع القطط.. كما أن الميكروبات لا تصيب أمثالى لأن لدى مناعة ضدها..
قالت لها القطة (سكر):
- لو أتيت معى بالداخل فسأمنحك بعض من طعامى وهى فرصة لك لتتعرفين على منزلى
توقفت (شطة) عن محاولاتها ودفعها الفضول إلى أن تتسلل إلى داخل المنزل مع القطة (سكر).. وفى الداخل راحت القطة (سكر) تريها أغراضها الشخصية والأطباق التى تأكل فيها والوسادة التى تنام عليها.. العجيب أن القطة (شطة) لم تبد اهتماما بما رأت بل علت وجهها ابتسامة ساخرة.. سألتها القطة (سكر) عن سر ابتسامتها فقالت لها (شطة):
- أنت مسكينة للغاية.. وحيدة ولا تفعلين شيئا سوى الأكل والنوم
- وهل هناك ما هو أهم من الاكل والنوم للقطط؟
- بالطبع.. هناك الحرية.. هناك الصحبة.. هناك النشاط.. هناك اكتساب المهارات
فكرت القطة (سكر) فى كلام القطة ثم قالت وقد بدأت تشعر بالضيق:
- ألا تأكلين؟
ابتسمت (شطة) وقالت:
- لا أحب أن آكل إلا ما أتعب فى الحصول عليه.. فهذا يكون ألذ بكثير من أى طعام مهما كان شهيا
ثم صمتت قليلا وقالت للقطة (سكر):
- ما رأيك أن تأتين معى قليلا لتتعرفى على منزلى
- هل لك منزل؟
- نعم الشارع هو منزلى المفضل
- ولكن صاحب المنزل سيشعر بالقلق على.. كما أن الشارع ملىء بالأخطار
ردت (شطة) وهى تتأهب للانصراف:
- حسنا كما تريدين.. سلام
- انتظرى أيها القطة.. سآتى معك ولكن لدقائق.. فيجب ألا أتأخر
بالفعل خرجت القطتان إلى الشارع.. كانت القطة (شطة) تجرى بنشاط بينما كانت (سكر) تلهث من التعب ولا تستطيع ملاحقتها.. قفزت (شطة) برشاقة فوق أحد الأماكن العالية وطلبت من (سكر) أن تقفز مثلها.. حاولت (سكر) أكثر من مرة وفشلت فقالت لها (شطة):
- إن قلة نشاطك ولياقتك سببها أنك لا تتعبين فى الصيد أو الحصول على طعامك.. فكل ما تحتاجينه يأتى إليك.. أنت قطة مدللة
شعرت القطة (سكر) بالغيظ الشديد وراحت تراقب (شطة) وهى تقفز هنا وهناك وتلعب مع صديقاتها وتنام مستمتعة فى الشمس فقررت القطة (سكر) العودة إلى المنزل..وعندما عادت شعرت لأول مرة بالحزن.. وبرغم لهفة صاحب المنزل عليها وافتقاده لها عندما غابت تساءلت (سكر) عن فائدة وجودها.. هل هى فقط مجرد دمية أو حيوان أليف؟.. تصاعد الشعور بالوحدة والحزن بداخل القطة (سكر) فاتخذت قرارا مهما.. ستغادر المنزل للأبد وستحيا حياة المغامرة وستكتسب ما ينقصها من مهارات..
وفى أحد الايام غادرت المنزل وراحت تتجول فى الشارع.. ولما شعرت بالجوع حاولت العبث فى صناديق القمامة إلا أنها تلقت ركلة من أحد السائرين وراح بعض الاطفال يطاردونها.. جرت بسرعة فى فزع وكادت تدهمها سيارة مسرعة.. شعرت بالخوف والضياع وبدأت ترتعش من الجوع والبرد.. فجأة شعرت بيد حانية تلتقطها برفق.. كانت يد صاحب المنزل الذى نزل ليبحث عنها فى الشارع.. اقتادها برفق إلى المنزل ووضع لها طعاما دافئا ونظفها من القذارات التى كانت تغطى جسدها ثم قال لها فى هدوء وحنان:
- أيتها القطة العزيزة.. إن القطط الضالة الأخرى تشعر بالحسد تجاهك لأنها لا تنال نفس الحب والرعاية.. ولا تتمتع بالحرية التى تظنها لأنها تعانى من قسوة البشر وافتقاد المأوى وقلة الطعام.. فقط هم يبررون لأنفسهم الحال السيئ الذى يعيشون فيه.. كما أن دورك يا (سكر) فى إسعادنا وإضفاء البهجة على المنزل لا يماثله أى دور.. لماذا تبحثين عن المعاناة وقد منحك الله نعما كثيرة.. أعلم أنك وحيدة ولكن.. سنعالج هذا الأمر
وفى اليوم التالى فوجئت القطة (سكر) بقط جديد أبيض اللون يحمله معه صاحب المنزل.. قال لها:
- أعرفك على صديقك الجديد (بياض).. لقد ابتعته خصيصا من أجلك.. من الآن ستعيشان سويا فى هذا المنزل
كادت القطة (سكر) تطير من الفرح وراحت تلعب مع (بياض).. ومع مرور الأيام اختفى شعورها بالوحدة.. وصارت نشيطة لأنها كانت تمضى أغلب الأوقات فى اللعب مع (بياض) الذى ملأ أوقات فراغها بالنشاط والحيوية.. وأدركت القطة (سكر) أنها فى نعمة حقيقية.. وأنها قادرة على اكتساب جميع المهارات بالنشاط والحركة والصحبة الجميلة.. صحبة البشر.. وصحبة (بياض)..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق