قصة ورسوم: شريف منصور
(أيمن) ولد شديد الذكاء.. متفوق فى دراسته.. دائما ما يكون الأول على فصله ويحصل على أعلى الدرجات باستمرار.. عندما يعود (أيمن) من مدرسته فى وقت العصر يسارع بتاول قدر ضئيل من الطعام على عجه ثم يجلس على مكتبه الموجود فى غرفته ليحل الواجب المدرسى الذى أخذه فى هذا اليوم.. وبعد أن ينهيه يبدأ فى مراجعة الواجب أكثر من مرة.. ولما يفرغ من ذلك ولا يجد ما يفعله يبدأ فى قراءة الدرس القادم ومحاولة فهمه بنفسه.. لا يتحرك (أيمن) من فوق مقعده إلا ليأكل أو يشرب أو يدخل الحمام أو ينام.. وبرغم شعور والديه بالفخر لنبوغ ابنهما الوحيد وتفوقه إلا أنهما كانا يشفقان عليه من إرهاقه المستمر لنفسه فى الاستذكار والمطالعة.. لم تكن لـ (أيمن) هوايات ولا اهتمامات سوى الاستذكار.. فكان لا يحب ممارسة الرياضة ولا الخروج للعب مع أصدقائه ولا مشاهدة التلفاز.. فى أحد الأمسيات تأمله والده وهو منكب على الاستذكار فى حماس شديد فقال له:
- هل تجلس معى قليلا يا (أيمن)؟ أريد أن أتحدث معك
رد (أيمن) وهو منهمك فى محاولة فهم درس صعب:
- أخشى يا أبى أننى مشغول جدا ويجب أن أنتهى من هذا الدرس قبل أن أنام.
رد والده فى رفق:
- امنح عينيك وعقلك القليل من الراحة واسمعنى.. لدى ما أقوله لك
أنصت له (أيمن) فقال له والده:
- هل تعلم يا (أيمن) أننى فخور جدا بتفوقك فى دراستك؟ إلا أننى ألاحظ أنك تمنح الاستذكار كل أوقاتك وترهق نفسك جدا أغلب الوقت دون أن تمنح نفسك قسطا من الراحة والترفيه.. الآلة التى تعمل باستمرار يا ولدى دون توقف تصاب حتما بالتلف وتقل كفاءتها فما بالك بالإنسان؟.. هناك أطفال كثيرون ينظمون أوقاتهم ويعطون لكل شىء حقه.. العقل بحاجة للراحة.. والنفس بحاجة للترفيه.. والحياة ليست عملا متواصلا.. ماذا تنوى أن تفعل فى إجازة نهاية الأسبوع؟
رد (أيمن) بدون اهتمام:
- وهل هذا يحتاج لتفكير؟ سأراجع دروسى طبعا وأبحث عن بعض المعلومات المتعلقة بها على شبكة الإنترنت.. ويمكننى ايضا استغلال الوقت فى قراءة بعض الكتب المتعلقة بالدروس القادمة
رد والده بإشفاق:
- يا ولدى الإجازة يجب أن تكون فرصة لتجديد النشاط والترويح عن النفس.. لماذا لا تخرج مع صديقك (تامر) للعب؟ ولماذا رفضت الاشتراك فى النادى المجاور لتعلم السباحة أو كرة السلة؟ ستصيب نفسك بالضرر البالغ بسبب ما تفعله.. ليست الحياة كلها عملا متواصلا
قبّل الوالد رأس (أيمن) ثم دخل لينام تاركا (أيمن) ساهرا على مكتبه
فى اليوم التالى عاد (أيمن) من المدرسة حزينا وعندما سأله والده عن السبب رد:
- لقد نال صديقى (حازم) على جائزة الطالب المثالى كالعادة برغم أننى حصلت على درجات أعلى منه فى جميع المواد.. هذا ليس عدلا
رد الوالد:
- أنا أعرف (حازم) جيدا.. هو ولد متفوق.. ولكن ما يميزه حقا عن غيره هو تفوقه فى الأنشطة الرياضية والاجتماعية فى المدرسة إلى جوار تفوقه الدراسى.. وأنت يا (أيمن) لا تمارس الرياضة.. ولا تختلط كثيرا باصدقائك بعيدا عن الدراسة.. لماذا لا تتعلم منه؟
شعر (أيمن) بالضيق لما سمعه من والده فسارع بدخول غرفته واخرج كل غضبه وضيقه فى الاستذكار.
فى الأيام التالية بدأ (أيمن) يشعر بالإرهاق الشديد والهزال نتيجة السهر والاستذكار المتواصل حتى ساءت صحته فسارع والده بأخذه للطبيب.. وفى عيادة الطبيب وبعد أن فحص الطبيب (أيمن) قال:
- صحتك ليست على ما يرام يا (أيمن).. إن جسدك خامل وضعيف نتيجة قلة الحركة.. وعيناك مرهقتان بسبب القراءة المتواصلة.. كما أن السهرالكثير وقلة تناولك للطعام أصابك بالهزال وضعف المناعة.. لن تتحسن حالتك إلا بأخذ إجازة إجبارية من المدرسة أسبوعا كاملا.. مع تناول الأدوية والمقويات التى سأكتبها لك.
عاد (أيمن) وهو حزين مع والده.. رفض (أيمن) فكرة الإجازة لكن والده رد بحزم:
- بل أنت بحاجة لهذه الإجازة وستأخذها
أمضى (أيمن) أول يوم وهو يشعر بالملل الشديد.. وكلما اتجه إلى غرفته وأمسك بكتابه سارع والده بإبعاد الكتاب عنه فى حزم وأمره بالاسترخاء ومحاولة الجلوس معه ومع أمه لتبادل الحديث.. فى هذا اليوم نام (أيمن) كما لم ينم من قبل.. وبرغم أنه شعر بوحشة شديدة بعيدا عن كتبه وبملل شديد إلا أن صحته تحسنت قليلا.. وفى اليوم التالى واصل والده ووالدته متابعته باهتمام.. اشترت والدته له لعبة جديدة جميلة وراحت تلعب معه بها.. كما أعدت له طعاما شهيا مغذيا وحرصت على أن يتناوله كله.. وفى المساء طلبت منه أن يدعو جاره وصديقه (تامر) للعب معه فى غرفته.. وبالفعل دعا (أيمن) (تامر) للعب معه وأمضيا معا وقتا جميلا فى اللعب والضحك ومشاهدة فيلم رسوم متحركة جميل.. بدأ (أيمن) يشعر بتحسن بل وبابتهاج غريب وكأنه اكتشف عالما جديدا لم يكتشفه قط من قبل.. مر الأسبوع على هذا الحال.. وحرص والدا (أيمن) على إبعاده عن أى نشاط ذهنى مهما كان.. ولما تحسنت صحته خرجا معه ومع أقاربهما فى رحلة لإحدى مدن الملاهى وراقباه فى سعادة وهو يلعب مع أولاد عمه ويضحك فى سعادة.. عندما انتهت الإجازة الإجبارية عاد (أيمن) إلى المدرسة وهو يشعر بنشاط فائق لم يشعر به من قبل.. وفى نهاية اليوم خرج معه والده وابتاع له زيا رياضيا جميلا وقال له:
- غدا هناك حصة الرياضة التى تتهرب منها دوما.. سترتدى هذا الزى الجميل وتلعب مع زملائك
- ولكننى يا أبى لا أجيد أى رياضة
- الرياضة تأتى بالممارسة والتعلم يا (أيمن).. قديما قالوا: العقل السليم فى الجسم السليم.. يجب أن تمارس الرياضة حتى يكون جسدك قويا سليما مثل عقلك
فى الأيام التالية لاحظ الكل اختلافا ملحوظا فى سلوك (أيمن).. صار نشيطا واجتماعيا وأحرز نجاحا فى لعبة كرة السلة
ومع نهاية العام نال (أيمن) لقب الطالب المثالى لاول مرة فشعر بانتصار حقيقى.. وعلم أن للعقل حق.. وللنفس حق.. وللجسد حق
(أيمن) ولد شديد الذكاء.. متفوق فى دراسته.. دائما ما يكون الأول على فصله ويحصل على أعلى الدرجات باستمرار.. عندما يعود (أيمن) من مدرسته فى وقت العصر يسارع بتاول قدر ضئيل من الطعام على عجه ثم يجلس على مكتبه الموجود فى غرفته ليحل الواجب المدرسى الذى أخذه فى هذا اليوم.. وبعد أن ينهيه يبدأ فى مراجعة الواجب أكثر من مرة.. ولما يفرغ من ذلك ولا يجد ما يفعله يبدأ فى قراءة الدرس القادم ومحاولة فهمه بنفسه.. لا يتحرك (أيمن) من فوق مقعده إلا ليأكل أو يشرب أو يدخل الحمام أو ينام.. وبرغم شعور والديه بالفخر لنبوغ ابنهما الوحيد وتفوقه إلا أنهما كانا يشفقان عليه من إرهاقه المستمر لنفسه فى الاستذكار والمطالعة.. لم تكن لـ (أيمن) هوايات ولا اهتمامات سوى الاستذكار.. فكان لا يحب ممارسة الرياضة ولا الخروج للعب مع أصدقائه ولا مشاهدة التلفاز.. فى أحد الأمسيات تأمله والده وهو منكب على الاستذكار فى حماس شديد فقال له:
- هل تجلس معى قليلا يا (أيمن)؟ أريد أن أتحدث معك
رد (أيمن) وهو منهمك فى محاولة فهم درس صعب:
- أخشى يا أبى أننى مشغول جدا ويجب أن أنتهى من هذا الدرس قبل أن أنام.
رد والده فى رفق:
- امنح عينيك وعقلك القليل من الراحة واسمعنى.. لدى ما أقوله لك
أنصت له (أيمن) فقال له والده:
- هل تعلم يا (أيمن) أننى فخور جدا بتفوقك فى دراستك؟ إلا أننى ألاحظ أنك تمنح الاستذكار كل أوقاتك وترهق نفسك جدا أغلب الوقت دون أن تمنح نفسك قسطا من الراحة والترفيه.. الآلة التى تعمل باستمرار يا ولدى دون توقف تصاب حتما بالتلف وتقل كفاءتها فما بالك بالإنسان؟.. هناك أطفال كثيرون ينظمون أوقاتهم ويعطون لكل شىء حقه.. العقل بحاجة للراحة.. والنفس بحاجة للترفيه.. والحياة ليست عملا متواصلا.. ماذا تنوى أن تفعل فى إجازة نهاية الأسبوع؟
رد (أيمن) بدون اهتمام:
- وهل هذا يحتاج لتفكير؟ سأراجع دروسى طبعا وأبحث عن بعض المعلومات المتعلقة بها على شبكة الإنترنت.. ويمكننى ايضا استغلال الوقت فى قراءة بعض الكتب المتعلقة بالدروس القادمة
رد والده بإشفاق:
- يا ولدى الإجازة يجب أن تكون فرصة لتجديد النشاط والترويح عن النفس.. لماذا لا تخرج مع صديقك (تامر) للعب؟ ولماذا رفضت الاشتراك فى النادى المجاور لتعلم السباحة أو كرة السلة؟ ستصيب نفسك بالضرر البالغ بسبب ما تفعله.. ليست الحياة كلها عملا متواصلا
قبّل الوالد رأس (أيمن) ثم دخل لينام تاركا (أيمن) ساهرا على مكتبه
فى اليوم التالى عاد (أيمن) من المدرسة حزينا وعندما سأله والده عن السبب رد:
- لقد نال صديقى (حازم) على جائزة الطالب المثالى كالعادة برغم أننى حصلت على درجات أعلى منه فى جميع المواد.. هذا ليس عدلا
رد الوالد:
- أنا أعرف (حازم) جيدا.. هو ولد متفوق.. ولكن ما يميزه حقا عن غيره هو تفوقه فى الأنشطة الرياضية والاجتماعية فى المدرسة إلى جوار تفوقه الدراسى.. وأنت يا (أيمن) لا تمارس الرياضة.. ولا تختلط كثيرا باصدقائك بعيدا عن الدراسة.. لماذا لا تتعلم منه؟
شعر (أيمن) بالضيق لما سمعه من والده فسارع بدخول غرفته واخرج كل غضبه وضيقه فى الاستذكار.
فى الأيام التالية بدأ (أيمن) يشعر بالإرهاق الشديد والهزال نتيجة السهر والاستذكار المتواصل حتى ساءت صحته فسارع والده بأخذه للطبيب.. وفى عيادة الطبيب وبعد أن فحص الطبيب (أيمن) قال:
- صحتك ليست على ما يرام يا (أيمن).. إن جسدك خامل وضعيف نتيجة قلة الحركة.. وعيناك مرهقتان بسبب القراءة المتواصلة.. كما أن السهرالكثير وقلة تناولك للطعام أصابك بالهزال وضعف المناعة.. لن تتحسن حالتك إلا بأخذ إجازة إجبارية من المدرسة أسبوعا كاملا.. مع تناول الأدوية والمقويات التى سأكتبها لك.
عاد (أيمن) وهو حزين مع والده.. رفض (أيمن) فكرة الإجازة لكن والده رد بحزم:
- بل أنت بحاجة لهذه الإجازة وستأخذها
أمضى (أيمن) أول يوم وهو يشعر بالملل الشديد.. وكلما اتجه إلى غرفته وأمسك بكتابه سارع والده بإبعاد الكتاب عنه فى حزم وأمره بالاسترخاء ومحاولة الجلوس معه ومع أمه لتبادل الحديث.. فى هذا اليوم نام (أيمن) كما لم ينم من قبل.. وبرغم أنه شعر بوحشة شديدة بعيدا عن كتبه وبملل شديد إلا أن صحته تحسنت قليلا.. وفى اليوم التالى واصل والده ووالدته متابعته باهتمام.. اشترت والدته له لعبة جديدة جميلة وراحت تلعب معه بها.. كما أعدت له طعاما شهيا مغذيا وحرصت على أن يتناوله كله.. وفى المساء طلبت منه أن يدعو جاره وصديقه (تامر) للعب معه فى غرفته.. وبالفعل دعا (أيمن) (تامر) للعب معه وأمضيا معا وقتا جميلا فى اللعب والضحك ومشاهدة فيلم رسوم متحركة جميل.. بدأ (أيمن) يشعر بتحسن بل وبابتهاج غريب وكأنه اكتشف عالما جديدا لم يكتشفه قط من قبل.. مر الأسبوع على هذا الحال.. وحرص والدا (أيمن) على إبعاده عن أى نشاط ذهنى مهما كان.. ولما تحسنت صحته خرجا معه ومع أقاربهما فى رحلة لإحدى مدن الملاهى وراقباه فى سعادة وهو يلعب مع أولاد عمه ويضحك فى سعادة.. عندما انتهت الإجازة الإجبارية عاد (أيمن) إلى المدرسة وهو يشعر بنشاط فائق لم يشعر به من قبل.. وفى نهاية اليوم خرج معه والده وابتاع له زيا رياضيا جميلا وقال له:
- غدا هناك حصة الرياضة التى تتهرب منها دوما.. سترتدى هذا الزى الجميل وتلعب مع زملائك
- ولكننى يا أبى لا أجيد أى رياضة
- الرياضة تأتى بالممارسة والتعلم يا (أيمن).. قديما قالوا: العقل السليم فى الجسم السليم.. يجب أن تمارس الرياضة حتى يكون جسدك قويا سليما مثل عقلك
فى الأيام التالية لاحظ الكل اختلافا ملحوظا فى سلوك (أيمن).. صار نشيطا واجتماعيا وأحرز نجاحا فى لعبة كرة السلة
ومع نهاية العام نال (أيمن) لقب الطالب المثالى لاول مرة فشعر بانتصار حقيقى.. وعلم أن للعقل حق.. وللنفس حق.. وللجسد حق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق