قصة ورسوم: شريف منصور
فى تلك المزرعة الهادئة عاشت دجاجة طيبة اسمها (قمر).. وضعت (قمر) مجموعة من البيض وراحت كل يوم ترقد عليه وهى تحلم باليوم الذى يفقس فيه وتخرج منه الكتاكيت الصغيرة الجميلة.. راحت تتخيل أشكال الكتاكيت بل واختارت لكل كتكوت منهم اسما جميلا من قبل حتى أن تراه.. مرت أسابيع قبل أن تسمع (قمر) صوتا جميلا محببا.. صوت قشر البيض وهو يتشقق.. دق قلبها فى سعادة وراحت تراقب الكتاكيت وهى تحاول الخروج من البيض.. بدأت الكتاكيت الصفراء الجميلة تخرج واحدا تلو الآخر وتتصايح وتتحرك هنا وهناك.. لاحظت (قمر) أن هناك بيضة لا تزال لم تفقس بعد والكتكوت الموجود بداخلها يجاهد للخروج فاستخدمت منقارها لمساعدته فى إزالة القشر.. بعد دقائق خرج الكتكوت من البيضة.. اندهشت (قمر) من شكل وهيئة ذلك الكتكوت، فقد كان لونه البنى الداكن كئيبا للغاية على عكس باقى الكتاكيت الصفراء الجميلة.. إلا أنه اتجه إلى أمه يلتمس منها الدفء والحنان فشعرت تجاهه بالحنان البالغ وقالت له:
- أنت كتكوت غريب ومميز لذا فسأسميك (فريد)!
مضت الأيام وبدأت الكتاكيت تكبر قليلا وتتعلم من أمها كيفية العيش فى المزرعة.. ولاحظت (قمر) بكل أسف أن أبناءها الكتاكيت كانوا يسيئون معاملة (فريد) ويسخرون دوما من لونه البنى الكئيب ويجعلونه مادة للسخرية.. وكثيرا ما نهرتهم عن ذلك.. وكانت كل مرة تمسح دموع (فريد) قائلة:
- لا تحزن يا (فريد).. ليس عيبا أن يكون لونك مختلفا.. العيب الحقيقى هو أن تكون قبيح النفس سيئ الخلق.
حاول (فريد) كثيرا التودد إلى إخوته ومشاركتهم فى اللعب ولكنهك كانوا دائما ما يصرخون فى وجهه ويسخرون منه قائلين:
- لا تلعب معنا أيها الكتوكت الكئيب
وفى أحد الأيام غابت الأم قليلا فقرر واحد من الكتاكيت الخروج للتنزه فى المزرعة بعيدا عن مراقبة الأم فتحمست كل الكتاكيت للفكرة.. إلا أن (فريد) حذرهم قائلا:
- لا تخرجوا للتنزه بدون أمى فأنتم لا تزالون صغارا عرضة للإصابة بالأذى.. الأفضل أن تبقوا إلى جوارها.
انهالت التعليقات الساخرة من الكتاكيت على (فريد).. قال واحد من الكتاكيت:
- لماذا تتدخل فيما لا يعنيك أيها الكئيب؟
وقال آخر:
- احتفظ بنصائحك لنفسك أيها الكتكوت الجبان وابق أنت فى أحضان أمك فليست هذه النزهة للأطفال!
استمر (فريد) فى نصحه لهم إلا أنهم تجاهلوه تماما وخرجوا فى اتجاه الساحة البعيدة للمزرعة المليئة بالصخور.. شعر (فريد) بالخوف على إخوته، فهو يحبهم ويخاف عليهم برغم ما يلقاه منهم من أذى.. اضطر للحاق بهم حتى يحميهم من حماقاتهم.. وبرغم صياحهم فيه ورفضهم لوجوده إلا أنه استمر ملازما لهم كظلهم.. وفى تلك الساحة البعيدة راحت الكتاكيت تلعب وتتفحص الصخور فى فضول.. إلا أنه بعد دقائق سمع الكل صوت أجنحة عملاقة تخفق، وفوجئوا بظل كبير يهبط عليهم من السماء.. كان صقرا كبيرا مفترسا يهوى على الكتاكيت رغبة فى افتراسها.. فات أوان الهرب فقد كان الانقضاض سريعا، كما كانت ألوانهم الصفراء الملفتة لا تساعدهم على التخفى والاختباء.. راح الصقر يفترس الكتاكيت وسط حالة من الهلع والرعب أصابت الكل.. لم يستطع (فريد) المساعدة، والغريب أن لونه الداكن المشابه للصخور الكثيرة نجح فى إخفائه تماما عن عينى الصقر الذى لم يلاحظ أصلا وجوده.. وبعد أن افترس الصقر جميع الكتاكيت طار مبتعدا تاركا (فريد) يرتجف من الحزن والخوف والألم.. وصلت (قمر) متأخرا على صوت الصياح وجرت صوب (فريد).. احتضنته فى حنان بالغ وقص هو عليها وسط دموعه ما حدث.. شعرت (قمر) بالحزن والألم إلا أنها قالت لفريد:
- أحسنت صنعا يا ولدى بنصحك لإخوتك وحرصك عليهم.. إلا أنها مشيئة الله وعزائى الوحيد أن الله أبقى لى واحدا من صغارى هو أنت.. لقد أنقذك الله بسبب لونك الداكن الذى كان مثار سخرية إخوتك منك.. ولولا لونك المختلف لما كنت موجودا الآن إلى جوارى.. فهل تعلمت أن رب ضارة نافعة؟ وأن الاختلاف له فوائد؟
فى تلك المزرعة الهادئة عاشت دجاجة طيبة اسمها (قمر).. وضعت (قمر) مجموعة من البيض وراحت كل يوم ترقد عليه وهى تحلم باليوم الذى يفقس فيه وتخرج منه الكتاكيت الصغيرة الجميلة.. راحت تتخيل أشكال الكتاكيت بل واختارت لكل كتكوت منهم اسما جميلا من قبل حتى أن تراه.. مرت أسابيع قبل أن تسمع (قمر) صوتا جميلا محببا.. صوت قشر البيض وهو يتشقق.. دق قلبها فى سعادة وراحت تراقب الكتاكيت وهى تحاول الخروج من البيض.. بدأت الكتاكيت الصفراء الجميلة تخرج واحدا تلو الآخر وتتصايح وتتحرك هنا وهناك.. لاحظت (قمر) أن هناك بيضة لا تزال لم تفقس بعد والكتكوت الموجود بداخلها يجاهد للخروج فاستخدمت منقارها لمساعدته فى إزالة القشر.. بعد دقائق خرج الكتكوت من البيضة.. اندهشت (قمر) من شكل وهيئة ذلك الكتكوت، فقد كان لونه البنى الداكن كئيبا للغاية على عكس باقى الكتاكيت الصفراء الجميلة.. إلا أنه اتجه إلى أمه يلتمس منها الدفء والحنان فشعرت تجاهه بالحنان البالغ وقالت له:
- أنت كتكوت غريب ومميز لذا فسأسميك (فريد)!
مضت الأيام وبدأت الكتاكيت تكبر قليلا وتتعلم من أمها كيفية العيش فى المزرعة.. ولاحظت (قمر) بكل أسف أن أبناءها الكتاكيت كانوا يسيئون معاملة (فريد) ويسخرون دوما من لونه البنى الكئيب ويجعلونه مادة للسخرية.. وكثيرا ما نهرتهم عن ذلك.. وكانت كل مرة تمسح دموع (فريد) قائلة:
- لا تحزن يا (فريد).. ليس عيبا أن يكون لونك مختلفا.. العيب الحقيقى هو أن تكون قبيح النفس سيئ الخلق.
حاول (فريد) كثيرا التودد إلى إخوته ومشاركتهم فى اللعب ولكنهك كانوا دائما ما يصرخون فى وجهه ويسخرون منه قائلين:
- لا تلعب معنا أيها الكتوكت الكئيب
وفى أحد الأيام غابت الأم قليلا فقرر واحد من الكتاكيت الخروج للتنزه فى المزرعة بعيدا عن مراقبة الأم فتحمست كل الكتاكيت للفكرة.. إلا أن (فريد) حذرهم قائلا:
- لا تخرجوا للتنزه بدون أمى فأنتم لا تزالون صغارا عرضة للإصابة بالأذى.. الأفضل أن تبقوا إلى جوارها.
انهالت التعليقات الساخرة من الكتاكيت على (فريد).. قال واحد من الكتاكيت:
- لماذا تتدخل فيما لا يعنيك أيها الكئيب؟
وقال آخر:
- احتفظ بنصائحك لنفسك أيها الكتكوت الجبان وابق أنت فى أحضان أمك فليست هذه النزهة للأطفال!
استمر (فريد) فى نصحه لهم إلا أنهم تجاهلوه تماما وخرجوا فى اتجاه الساحة البعيدة للمزرعة المليئة بالصخور.. شعر (فريد) بالخوف على إخوته، فهو يحبهم ويخاف عليهم برغم ما يلقاه منهم من أذى.. اضطر للحاق بهم حتى يحميهم من حماقاتهم.. وبرغم صياحهم فيه ورفضهم لوجوده إلا أنه استمر ملازما لهم كظلهم.. وفى تلك الساحة البعيدة راحت الكتاكيت تلعب وتتفحص الصخور فى فضول.. إلا أنه بعد دقائق سمع الكل صوت أجنحة عملاقة تخفق، وفوجئوا بظل كبير يهبط عليهم من السماء.. كان صقرا كبيرا مفترسا يهوى على الكتاكيت رغبة فى افتراسها.. فات أوان الهرب فقد كان الانقضاض سريعا، كما كانت ألوانهم الصفراء الملفتة لا تساعدهم على التخفى والاختباء.. راح الصقر يفترس الكتاكيت وسط حالة من الهلع والرعب أصابت الكل.. لم يستطع (فريد) المساعدة، والغريب أن لونه الداكن المشابه للصخور الكثيرة نجح فى إخفائه تماما عن عينى الصقر الذى لم يلاحظ أصلا وجوده.. وبعد أن افترس الصقر جميع الكتاكيت طار مبتعدا تاركا (فريد) يرتجف من الحزن والخوف والألم.. وصلت (قمر) متأخرا على صوت الصياح وجرت صوب (فريد).. احتضنته فى حنان بالغ وقص هو عليها وسط دموعه ما حدث.. شعرت (قمر) بالحزن والألم إلا أنها قالت لفريد:
- أحسنت صنعا يا ولدى بنصحك لإخوتك وحرصك عليهم.. إلا أنها مشيئة الله وعزائى الوحيد أن الله أبقى لى واحدا من صغارى هو أنت.. لقد أنقذك الله بسبب لونك الداكن الذى كان مثار سخرية إخوتك منك.. ولولا لونك المختلف لما كنت موجودا الآن إلى جوارى.. فهل تعلمت أن رب ضارة نافعة؟ وأن الاختلاف له فوائد؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق